responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نشوار المحاضرة وأخبار المذاكرة نویسنده : التنوخي، المحسن بن علي    جلد : 2  صفحه : 150
فقال: الحسن، هذا القائم، فعل الله به وصنع.
فقال له الوزير: يا هذا، قد وسوست، أيّ شيء كان أوّل هذا؟ والله، ما نطق هذا الفتى في أمرك بحرف، ولا سمعته قط ذكرك بما يوجب عتبا عليه، وكيف عليّ في تمكيني منه، ولو فعل ذلك، لغضّ به عندي من نفسه.
فاستحيا أبي، وعلم أنّي لم أخاطب الوزير بشيء، وأمسك.
فقال له الوزير: لا بدّ أن تحدّثني بما بينكما، فإنّك ما حملت نفسك على الرجوع، إلّا لأمر عظيم، وهو ذا أرى الحسن أيضا به أثر قبيح، وقد سألته، فقال: إنّ كرة أفلتت من يد غلمان ضرب معهم بالصولجان فأصابت وجهه، فوقع لي أنّه صادق، فلمّا جئت الآن، وقدّرت أنّه قد شكاك، وقع لي إنّ هذا شيء من فعلك، ولا بدّ أن تصدقني.
قال: فقصّ عليه أبو الهيجاء القصّة، كما جرت.
فأقبل عليه عليّ بن عيسى، وقال: أما تستحي يا أبا الهيجاء، أن يكون هذا قدر حلمك عن ابنك، وأكبر ولدك؟ فإذا كنت بهذا الطيش معه، فكيف تكون مع الغريب؟ وأيّ شيء كان في مسألته لك أن تهب له ضيعة؟
ولو فعلت ذلك، ما كان ذلك بدعا من برّ «1» الآباء بأولادهم. ولمّا لم تسمح له بذلك، قد كان يجب أن تردّه ردّا جميلا، أو قبيحا إذا اغتظت، وأمّا أن تبلغ به ضرب السياط، آه، آه.
قال: وزاد عليه في العتب والتوبيخ، وهو مطرق مستحيي.
حتى قال له: وليس العجب من هذا، حتى رجعت من عملك، غيظا عليه، وقدّرت أنّه قد شكاك إليّ، وأنّي أطلق له أن يتنقّصك، فجئت عاتبا عليّ، لوهم توهمته فيه.
قال: فأخذ أبي يعتذر إليه من ذلك.

نام کتاب : نشوار المحاضرة وأخبار المذاكرة نویسنده : التنوخي، المحسن بن علي    جلد : 2  صفحه : 150
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست