نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم جلد : 1 صفحه : 49
أرنت بها من خشية الموت رنةً ... فدل عليها الناعبات رنينها
يعز علينا أن يظل ابن دأية ... يفتش ما ضمت عليه شؤونها
رحلنا بها نبغي لها الخير مثلنا ... فما آب إلا كورها ووضينها
فقد حن سوطي في يدي من غرامها ... وحن اشتياقاً في حشاها جنينها
تعاطت نهى حتى إذا ما تعرضت ... لها هضبات الشام جن جنونها
ولما رمت أبصارها تطلب الحمى ... ولم تر تلك الأرض ساءت ظنونها
بذلنا لها محض اللجين كرامة ... فلم يرضها في الجنح إلا لجينها
ولما رأتنا نذكر الماء بيننا ... ولا ماء غارت من حذار عيونها
كأنها توقت وردنا ثمد عينها ... فضم إليها ناظريها جبينها
وقد حلفت أن تسأل الشمس حاجة ... وان سألتك اليسر برت يمينها
ملقى نواصي الخيل كل مرشة ... من الطعن لا يرجو البقاء طعينها
ومثكل فرسان الوغى كل نثرة ... يود خليج راكد لو يكونها
إذا ألقيت في الأرض وهي مفازاة ... إلى الماء خلت الأرض يجري معينها
وتبغي على القاع السوي تثبتاً ... فيمنعها من أن تثبت لينها
وما برحت في ساحة الحي يرتمي ... بها موجها حتى نهتها حزونها
غدير وشته الريح وشية صانع ... فلم يتغير حين دام سكونها
كان الدبى غرقى به غير أعين ... إذا رد فيها ناظر يستبينها
وما حيوان البر فيها بسالم ... إذا لم يغثه سيفها أو سفينها
وتصغي وترني كل خلق لعلها ... تنق ضفاديها ةيلعب نونها
فلو لم يضعها عنه للسلم فارس ... لخلد ما دامت عليه غصونها
ولو علمت نفس الفتى يوم حتفه ... ولاقته فيها لم تخنه منونها
أمون إذا أودعت نفسك حرزها ... ولاقيت حرباً لم يخنك أمينها
وله أيضاً:
إلا في سبيل المجد ما أنا فاعل ... عفاف وإقدام وحزم ونائل
اعندي وقد مارست كل خفية ... يصدق واش أو يخيب سائل
تعد ذنوبي عند قوم كثيرة ... ولا ذنب لي إلا العلى والفضائل
كأني إذا طلت الزمان وأهله ... رجعت وعندي للأنام طوائل
وقد سار ذكري في البلاد فمن لهم ... بإخفاء شمس ضوؤها متكامل
يهم الليل بعض ما أنا مضمر ... ويثقل رضوى دون ما أنا حامل
واني وان كنت الأخير زمانه ... لآت بما لم تستطعه الأوائل
وأغدو ولو أن الصباح صوارم ... وأسري ولو أن الظلام جحافل
واني جواد لم يحل لجامه ... وتصل يمان أغفلته الصياقل
فإن كان في لبس الفتى شرف له ... فما السيف إلا غمده والحمائل
ولي منطق لم يرض لي كنه منزلي ... على انني بين السماكين نازل
لدى موطن يشتاقه كل سيد ... ويقصر عن إدراكه المتناول
ولما رأيت الجهل في الناس فاشياً ... تجاهلت حتى ظن اني جاهل
فواعجباً كم يدعي الفضل ناقص ... ووا أفاً كم يظهر النقص فاضل
وكيف تنام الطير في وكناتها ... وقد نصبت للفرقدين الحبائل
ينافس يومي في أمسي تشرفاً ... وتحسد أسحاري علي الأصائل
وطال اعترافي بالزمان وصرفه ... فلست أبالي من تغول الغوائل
فلو بان عنقي ما تأسف منكبي ... ولو مات زندي ما بكته الأنامل
إذا وصفت الطائي بالبخل مادر ... وعير قساً بالهفافة باقل
وقال السهى للشمس أنت ضئيلة ... وقال الدجى للصبح لونك حائل
وطاولت الأرض السماء سفاهةً ... وفاخرت الشهب الحصى والجنادل
فيا موت زران الحياة ذميمة ... ويا نفس جدي أن دهرك هازل
تم الاختيار من شعر ابي العلاء المعري وأخباره ويليه بعض امقاطيع الجيدة لشعراء لم أظفر من شعرهم إلا بقليل فأحببت ذكره هنا.
شعر
قراوش بن المقلد
لله در الحادثات فإنها ... صدأ اللئام وصيقل الاحرار
ما كنت إلا زبرةً فطبعنني ... سيفاً وأطلق طرقهن غراري
وله أيضاً:
من كان يحمد أو يذم مورثا ... للمال من آبائه وجدوده
فانا امرؤ لله أشكر وحده ... شكراً كثيراً جالبا لمزيده
لي أشقر ملء العيون مغاور ... يعطيك ما يرضيك من مجهوده
نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم جلد : 1 صفحه : 49