نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم جلد : 1 صفحه : 268
إيالة ملك لا فلان ولا فل ... ونحو على لا نحو زيد ولا عمرو
فملك بلا جور وحكم بلا هوى ... وأزر بلا وزر وعز بلا كبر
قضى عمر في حكم عثمان جامعاً ... لبأس علي في سماح أبي بكر
مضى الشفع من مرأى أبيه وجده ... وجاء فلا زالت له دولة الوتر
إلى ناصر من ناصر وكذا على ... مدى جده المنصور مسترسل النصر
أجل بيوت الملك بيت قلاون ... وأنت أجل البيت يا وارث الدهر
فملكك حق واضح الصبح أِرقت ... سعادته كالظهر يا واحد العصر
بصوتك أركان الشريعة شيدت ... وصيغت ثغور كلها باسم الثغر
وخاض بها قوم تعدوا فقوبلوا ... بما كل إنسان لديه من الخسر
وليس الذي خاض الشريعة سالماً ... من الأسد الحامي حماها من الكر
لك الله إما كسب حظ من الثنا ... يجوز وإما كسب حظ من الأجر
ليهنك ما تجنيه من جنة غداً ... بإبطال ما تجني الجنايات من وزر
ليهنك ما عمرته من معالم ... سيثني على عمارهن أبو ذر
ويمدحكم حسانها اليوم أو غداً ... بدار البقا بعد الطويل من العمر
وأيامك الأعياد عائدة لمن ... رجاك ومن عاداك بالفطر والنحر
وكفاك للمداح أيام عشرها ... وليلة من تسعى لها ليلة القدر
ودولتك الزهراء للجود والسطا ... فبالفلك السعدي والفلك البشري
ونصر على الأعداء يبادر رعبهُ ... فيسبق مجرى الخيل بالعسكر المجر
ويعرض عن كيد العدى لاحتقارهم ... بلا قاصد ماش ولا حائم صقر
فأعداك هذا مس في النوم رأسه ... وآخر قبل السيف مات من الذعر
وكم لك في داني الديار ونازح ... غيوث عطايا تخلط السهل بالوعر
يضن بأحمال من التين معشر ... إذا اتصلت أحمال جودك من تبر
مليك التقى والبأس والعلم والندى ... فمدح على مدح وشكر على شكر
تهن فكل الناس عافية روت ... حديث التهاني عن بشير وعن بشر
بها حملت عنك السقام بمصرها ... عيون المهابين الجزيرة والنصر
فأحسن بها للملك في كل حالة ... بشائر عند السيف والعز والجسر
وأحسن بها حيث السخاء مسطر ... صحائفها من كاتب السر والجهر
عوافي إلا أنها قاهرية ... حكت حالتاها في المسرة والقهر
فعافية الأجساد عند ذوي الهدى ... وعافية الأطلال عند ذوي الكفر
هنيئاً لسلطان البرية سيرة ... مزهرة الأوراق بالأنجم الزهر
هنيئاً لجلاب المدائح والرجا ... لقد أصبحت تجري إلى ملك تجري
يبيع ولكن بالكلام نفائساً ... من المال تلقاها غداً جمة الوفر
ويبتاع لكن بالنفائس غالياً ... من الحمد إلا أنه عاطر النشر
غنياً من السبع التجار بأنمل ... أفيضت كما يغني عن السبع بالعشر
فأحييت للآداب علماً ومعلماً ... بنعماء تقرى بالفوائد أو تقري
وجوه دنانير سبقن بمعجز ... ترينا وجوه التم في أول الشهر
سبقن إلى من يشتكي الفقر بالغنى ... وقابلن من لم يشتك الكسر بالجبر
كذلك أذهان الملوك نقية ... ترى في مرآة العقل أيان تستقري
تأملت ما تعطي الملوك من النهى ... فعوذت فرداً بالثلاث من الحجر
أحقاً أراني في ثرى عتباته ... نباتاً يحيي واكف المزن بالزهر
وأنشدت أمداحاً تقول لمن أتت ... مدحتك بالشعرى وغيرك بالشعر
وقال في قاضي القضاة جلال الدين:
سقى حماك من الوسمي باكره ... حتى تبسم من عجب أزاهره
يا دار لهوي لا واش أكاتمه ... ولا رقيب بمغناه أحاذره
حيث الشبيبة تصبى كل ذي حور ... سيان أسود مرآها وناظره
من كل محتكم الأجفان يخرجنا ... من أرض سلوتنا في الحب ساحره
ظبي إذا شمت خديه ومقلته ... أذاب لاهبه قلبي وفاتره
يأوي إلى بيت قلب مخترب ... فأعجب لمخرب بيت وهو عامره
كأنه بيت شعر في عروض جوى ... دارت عليه بلا ذنب دوائره
ليعن من بات مسروراً بمهجته ... إني عليه قريح الطرف ساهره
تجري الدموع على أطراف تألفها ... فاستسهلت لمجاريها محاجره
نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم جلد : 1 صفحه : 268