نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم جلد : 1 صفحه : 267
لله من قلم صان الحمى وله ... مال على صفحات الحمد منثور
وصارم في ظلام النقع تحسبه ... برقاً يشق به في الأَفق ديجور
تفدي البرية إن قلوا وإن كثروا ... أبا الوفاء فثم الفضل والخير
مدت إلى مجده الامداح واقتصرت ... فاعجب لممدود شيئ وهو مقصور
وسرها من أب وابن قد اجتمعا ... مؤيد يتلقاها ومنصور
يا مالكاً أشرقت أيامهُ وزهت ... رياضها فتجلى النور والنور
هنئت عيداً له منك اعتياد هنا ... فالصبح مبتهج والليل مسرود
فطرت فيه الورى واللفظ متفق ... للوفد فطر وللحساد تفطير
كأَن شكل هلال العيد في يده ... قوس على مهج الأضداد موتور
أو مخلب مده نسر السماء لهم ... فكل طائر قلب منه مذعور
أو منجل بحصاد القوم منعطف ... أو خنجر مرهف النصلين مطرود
أو نعل تبر أجادت في هديته ... إلى جواد ابن أيوب المقادير
أو راكع الظهر شكراً في الظلام على ... من فضله في السماء والأرض مشكور
أو حاجب أشمط ينبي بأن له ... عمراً له في ظلال الملك تعمير
أو زورق جاء فيه العيد منحدراً ... حيث الدجى كعباب البحر مسجور
أو لا فقل شفة للكأس مائلة ... تذكر العيش إن العيش مذكور
أو لا فتصف سوار قام يطرحه ... كف الدجى حين عمته التباشير
أو لا فقطة قيد فك عن بشر ... أخنى الصيام عليه وهو مأسور
أو لا فمن رمضان النون قد سقطت ... لكما مضى وهو من شوال محصور
فانعم به وبأمداح مشعشعة ... مديرها في صباح الفطر مبرور
نفاحة المسك من مسود أحرفها ... ما كان يبلغها في مصر كافور
قالت وما كذبت رؤيا محاسنها ... قبول غيري على الأملاك محظور
بعض الورى شاعر فاسمع مدائحه ... وبعضهم مثل ما قد قيل شعرور
وقال يمدح الناصر بن محمد:
بدت في رداء الشعر باسمة الثغر ... فعوذتها بالشمس والليل والفجر
ولو شتت قاسمت الذوائب مقسماً ... بطيب ليال من ذوائبها عشر
وقبلتها مصرية حلوة اللمى ... أكرر في تقبيلها السكر المصري
ويعذلني من ليس يدري صبابتي ... فأصرفه من حيث يدري ولا يدري
ومن أعجب الأشياء حلو ممنع ... أصبر عنه وهو حلو مع الصبر
وكم لائم في حب خنساء أعرضت ... وعنف حتى جانس الهجر بالهجر
وشيب رأسي خدها ومعنفي ... وهذا رماد الشيب من ذلك الجمر
فيا قلب خنساء القوي وأدمعي ... على مثلك العينان تجري على صخر
ويا قلب صبراً في عطاها ومنعها ... فلا بد من يسر ملا بد من عسر
أرى الشمس منها في العشاء منيرة ... ومن صدها عني أرى النجم في الظهر
يذكرني في عهد الهوى ما نسيته ... ولكنه تجديد ذكر على ذكر
زمان الصبا والقرب لا نحذر النوى ... ولكن نقضي الحال أحلى من التمر
وأما وقد ضاء المشيب بمفرقي ... فبالشيب لا بالطلوع صرنا إلى الهجر
وفارقت حد الغانيات وجفنها ... فجرحاً على جرحٍ وكسر على كسر
وإني لمشتاق إلى ظل روضة ... على النيل أروي العيش منها على النضر
لئن حثني باب البريد إلى مصر ... لقد حثني باب الزيادة في النزر
إلى مصر يحلو نيلها مخضب الثرى ... فيغني الورى في الحالتين عن القطر
وتقبيل حلو الغزو للمحل قاتل ... حلاوته سكب وجنديه بحري
ويجري بإسعاد العباد فحبذا ... بسعدك يا سلطانها ساعياً يجري
لسلطان مصر الناصر بن محمد ... على كل مصر طاعة البحر والبر
تجمعت الأمصار في مصر طاعة ... وهل تجمع الأمصار إلا على مصر
سلام على إسكندر الوقت إن يفح ... شذى الذكر عنه فالسلام على الخضر
سلام ثغور الأرض تنقش في الثرى ... بأفواهها حتماً على أنفس الذخر
على باب سلطان العباد كأنها ... لنظم ثناياها عقود من الدر
مليك روت أعماله سير التقى ... عن الملك المصري عن الحسن البصري
له منزل جيش وتحت مقامه ... بهذا وذا في القلب حب وفي الصدر
نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم جلد : 1 صفحه : 267