نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم جلد : 1 صفحه : 232
ورب مذاق الهوى خالني ... أصدقه الود على لبسه
وما درى من جهله أنني ... أقضي غريم الدين من جنسه
فاهجر من استغباك هجر القلى ... وهبه في المحمود في رمسه
والبس لمن في وصله لبسة ... ملبس من يرغب أن أنسه
ولا ترجى الود ممن يرى ... أنك محتاج على فله
وللأمير قابوس:
قل للذي بصروف الدهر عيرنا ... هل حارب الدهر إلا من له خطر
أما ترى البحر تعلو فوقه جيف ... وتستقر بأقصى قعره الدرر
فإن تكن عبثت أيدي الزمان بنا ... ونالنا من تمادي بؤسه ضرر
ففي السماء نجوم لا عداد لها ... وليس بكشف إلا الشمس والقمر
وكم على الأرض من خضراء مورقة ... وليس يرجى إلا ما له ثمر مرثية
عبد الله باشا فكري ولحفني بك ناصف يرثي المرحوم عبد الله باشا فكري وهي من غرر المراثي:
ليدع المدعون العلم ولأدب ... فقد تغيبا عبد الله واحتجبا
ولينتسب أدعياء الفضل كيف قضت ... آراؤهم إذ قضى من يحفظ النسبا
وليفخر اليوم قوم باليراع ولا ... خوف عليهم فمن يخشونه ذهبا
وليرق من يشاء أعواد المنابر إذ ... مات الذي يتقيه كل من خطبا
لو عاش لم يطرق الأسماع ذكرهم ... في طلعة الشمس من ذا يبصر الشهبا
فليس من شاء بالإنشاء لا عجب ... مضى الذي كان من آياته عجبا
طود من الفضل من بعد الرسوخ هوى ... وكوكب بعد أن أبدى الهدى غربا
وخضرم غاض لما فاض ذاخره ... وضامر أدراك الغابات ثم كبا
وشامخ من مباني العلم قوضه ... صرف الزمان فأمسى بالهوى هبا
وجنة عصفت ريح المنون بها ... وظافر ظفر البلوى به نشبا
وما للعلى أنشق في آفاقها قمر ... وهول ساعتها ما باله أقترب
فهل عرا الكون خطب غير منتظر ... يستغرب الأمر من لا يعرف السببا
أجل لقد مات عبد الله واأسفا ... وأوحشت مصر مني فوا حربا
فكل نفس لمنعاها شكت وبكت ... وكل فكرٍ بفكرى ماج واضطربا
قضى الحياة ونصر الحق ديدنة ... لا ينثني رغباً عنه ول رهبا
ل كان رأينا صفوه كدرا ... بفقده وانثنت راحاته تعبا
سارت جنازته والعلم في جزع ... والفضل يندبه في ضمن من ندبا
ولعبد الله فكري المذكور يخاطب أبنه:
إذا نام غرٌّ في دجى الخطب فاسهر ... وقوم للعوالي والمعالي وشمر
وخل أحاديث الأماني فأنها ... علالة نفس العاجز المتحير
وسارع على ما رمت ما دمت قادراً ... عليه فإن لم تبصر النجح فاصبر
ولا تأتي أمراً ولا ترجي تمامه ... ولا مورداً ما لم تجد حسن مصدر
واكثر من الشورى فإنك لا تصب ... تجد مادحاًَ أو تخطئ الرأي تعذر
ولا تستشر في الأمر غير مجرب ... لأمثاله أو حازم متصبر
ولا تبغي رأياً من خؤون مخادع ... ولا جاهل غر قليل التدبير
فمن تبع في الخط خدعة خائن ... يعض بنان النادم المتحسر
ومن يتبع في أمره رأي جاهل ... يقده على أمر من الغي منكر
كمن يهتدي من جوف ظلماء داجر ... باكمه في نور الضحى غير مبصر
وكم نصوح أبصر الخلف فأثنى ... يبيع الهدى بالغي غير مفكر
ولا تصغ في ود الصديق لكاذب ... نموم فإن يعرض لك الشك فاخبره
ولا تغتر تندم ولا تك طامعاً ... تذل ولا تحقر سواك فتحقر
وعود مقال الصدق نفسك وأرضه ... تصدق ولا تركن على قول مفتر
ودع عنك إسراف العطا ولا يكن ... لكفيك في الأنفاق امسك مقتر
ألا إن أوساط الأمور خيارها ... مقال نبي عن هدى الله مخبر
والأم هذا المال مال تصبه ... بظلم وتعطيه عطاء المبذر
وأكرمه مالاً أصيب بحقه ... وأنفق في نهج من الحق نير
وأشقى الورى من باع أحره ضلة ... بدنيا سواه فهو للغبن مشتر
وخير عباد الله أنفعهم لهم ... كما جاء في قول النذير المبشر
فكن راغباً ما عشت وانتصب ... لنفع الورى ما استطعت والشر فاحذر
ولا تقف زلات الرجال تعدها ... فلست على هذا الورى بمسيطر
نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم جلد : 1 صفحه : 232