نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم جلد : 1 صفحه : 233
ولا تتعرض لاعتراض عليهم ... دع الخلاق للخلاق تساء وتؤجر
شعر
أحمد الهاشمي المصري وهو مؤلف كتاب (جواهر الآداب) معارضاً لامية الطغرائي، وقال:
عليك بالصبر والأخلاق في العمل ... ولازم الخير في حل ومرتحل
ولازم الشر وأعلم أن صاحبه ... لا بد يجزاه في سهل وفي جبل
واثبات ثبات الرواسي الشامخات ولا ... تركن على الفشل في ساعة الوهل
وكن كرضوى لما يعروك من نوب ... ولا تكن جازعاً في الحادث الجلل
وأصبر على مضض الأيام محتملاً ... ففيه قرب لباب النجح والأمل
تأن متئداً فيما تروم ولا ... تعجل وان خلق الإنسان من عجل
لا تطلب العز في دار ولدت بها ... (فالعز عند رسيم الأنيق الذلل)
شمر وجد لأمر أنت طالبه ... إذ لا تنال المعالي قط بالكسل
وأحذر مساوي أخلاق تشان بها ... وأسوء السوء سوء الخلق والبخل
واخفض جناحك للمولي وجدّ ونل ... ما أسمج الكبر والإمساك بالرجل
لا تسأل الندل واقصد ماجداً حدبا ... (في طلعة الشمس ما يغنيك عن زحل)
نور بلقياك من تلقى نواظره ... ولا تكن كالقذى في الأعين النجل
ولا تجادل جهولاً ليس يفهم ما ... تقول فالشر كل الشر في الجدل
ولا تكن للنزول الخطب مضطراً ... (في حادث الدهر ما يغني عن الحيل)
الجود أحسن ما أوليت من خلق ... والعفو أنفى لداء الضغن والدخل
والحلم ملح فساد المر يصلحه ... والبذل خير فاعل الماجد البطل
لا تقتحم غمرات البحر مرتكباً ... (وأنت يكفيك منها مصة الوشل)
ولا تعاشر سوى حر أخا ثقة ... (وأربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل)
ولا نتخدع لصديق يدع ملقاً ... فحاذر الناس واصحبهم على دخل
لا تأمنن أحداً وأحذر مكائدهم ... وظن شراً وكن منهم على وجل
ولا تغرنك الدنيا بزهرتها ... (فهل سمعت بظل غير متنقل)
إن الغني غني النفس في كرم ... بالطبع ل باقتناء الشاة والبل
إن الصنيعة للأنذال تفسدهم ... (كما تضر رياح الود بالجعل)
مرارة النصح تحلو لي مضاضدتها ... (وربما صحت الأجسام بالعلل)
دع التكلف لا يحديك منفعة ... (ليس التكحل في العين كالكحل)
أرى الرعاء رعاء الشاء في ترف ... في أخفض العيش بين الخيل والخول
وسادة العصر قد ألقو مقالدها ... على الطغاة شرار الناس والسفل
تكموا في قضايا الناس واحتكموا ... وحكموا كل ذي جهل أخي خبل
من كل غر جهول لا يرى رشداً ... كباقل مثلاً في الغي والخطل
تعساً لشر زمان ظل طوعاً ... يد اللئام يسقيهم علاَّ على نهل
تسطو الكلاب على أسد الشرى سفها ... والباز الأشهب يخشى صولة الحجل
والقرد يضحك على نمر علي هزوء ... والكلب يوعد ليس الغيل بالغسل
نال المرام علوج لاخلق لهم ... فوق المؤمل من شب ومكتهل
أملى لهم دهرهم فاستهملوا أبدً ... مرخى لهم في مروج العيش والطول
شر العصور زمان يستمد به ... خب لئيم غداً في الشر كالثمل
لا يعلم الرشد من غي وليس له ... سوى الشرارة في قول وفي عمل
يشكوا الطوى كل ذي فضل وذي أدب ... وسوقة الناس في خفض وفي جذل
ناهيك من غمة غماء ما سمعت ... بمثلها أذن في الأعصر الأول
أشد بها أزمة الله يفرجها ... (ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل)
مالي وللبلد الحمقاء أسكنها ... مساكناً لذوي خرق أولي حيل
وليس لي فيها ناقة ولا جمل ... وليس لي ثم من ثور ولا حمل
لا يستقيم وفاق لي بمثلهم ... (وهل يطابق معوج بمعتدل)
قد ذقتم وبلوت الحال عندهم ... فما حصلت على صاب ولا عسل
ليسوا كراماً ولكن من مكارمهم ... (ما بالكرائم من جبن ولا بخل)
إني ابتليت باخلاق فوصلهم ... وعد ومطل وإرجاء على مذل
لا يفعلون إذ قالوا قد بعدت ... (مسافة الخلف بين القول والعمل)
(أضحت مواعيد عرقوب لهم مثلاً) ... وما مواعيدهم إلا على دخل
نام کتاب : نزهة الأبصار بطرائف الأخبار والأشعار نویسنده : عبد الرحمن بن درهم جلد : 1 صفحه : 233