responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نثر الدر في المحاضرات نویسنده : الآبي    جلد : 5  صفحه : 32
قَالَ الشعبيُّ: سمعتُ الْحجَّاج يقولُ: أما بعد، فَإِن الله. جلّ وَعلا كتب على الدُّنيا الفناءَ، وعَلى الْآخِرَة البقاءَ، فَلَا فنَاء لما كتب عَلَيْهِ البقاءَ، وَلَا بَقَاء لمَنْ كتب عَلَيْهِ الفناءَ، فَلَا يغرنكُم ساعد الدُّنْيَا عَن غَائِب الْآخِرَة، واقْهروا طول الأمل بقصر الْأَجَل. وَقَالَ ابْن عَيَّاش عَن أَبِيه، قَالَ: إِن أول يَوْم عُرِفَ فِيهِ الْحجَّاج - وَكَانَ فِي الشُّرط مَعَ عبد الْملك - أَن عبدَ الْملك بعث إِلَى زُفَر بن الْحَارِث عشرَة نفر، أَنا فيهم، ومعنا الحجاجُ وَغَيره من الشُّرط. قَالَ: فكلمناه، وأبلغُناه رِسَالَة عبد الْملك، فَقَالَ: لَا سَبِيل إِلَى مَا تُريدون. قَالَ: فَقلت لَهُ: يَا هَذَا، أراهُ وَالله سيأُتيكَ مَالا قبل لَك بِهِ، ثمَّ لَا يُغْني عَنْك فُسَّاقُك هَؤُلَاءِ شَيْئا، فأطِعْني واخرُجْ. قَالَ: وَحَضَرت الصلاةُ فَقَالَ: نُصلي، ثمَّ نتكلم. فَأَقَامَ الصَّلَاة وَنحن فِي بيِته، فَتقدم وَصلى بِنَا وتأخَّر الحجاجُ، فَلم يصلِّ. فَقلت لَهُ: أَبَا مُحَمَّد. مَا مَنعك مِن الصَّلَاة! ؟ قَالَ: أَنا لَا أُصَلِّي خلف مُخَالف للجماعةِ، مُشاقٍّ للخلافة. لَا. واللهِ لَا يكونُ ذَلِك أبدا. قَالَ: فبلغتْ عبدَ الْملك. فَقَالَ: إِن شُرطيكم هَذَا لجَلْدٌ. وخطب يَوْم فَقَالَ: أَيهَا النَّاس، إِن الصبْرَ من محارم الله أيسرُ من الصَّبْر على عَذَاب الله. فَقَامَ إِلَيْهِ رجلٌ فَقَالَ: مَا أصفق وجُهك، وأقَل حياءَك أَيهَا الحجاجُ؟ فَقَالَ لَهُ الحجاجُ: اجترأْت عَليّ. فَقَالَ لَهُ: أتجترئُ على الله وَلَا نُنْكِرُهُ. وأجْترئُ عَلَيْك فتُنكره فحلُم عَنهُ، وخلَّى سَبيله. قَالَ عبدُ الْملك بن عُمَيْر: سمعتُ الحجَاج يَقُول فِي خطبَته: أَيهَا الناسُ لَا يَملَّنَّ أحدُكم من المعروفِ، فَإِن صاحبَه يعْرِضُ خيرا، إِمَّا شكرٌ فِي الدُّنْيَا وَإِمَّا ثوابٌ فِي الْآخِرَة. وَقَالَ الحجاجُ لعبد الْملك: مَا فيَّ عيبٌ إِلَّا أَنِّي حسود، حقودٌ، لجوجُ فَقَالَ: مَا فِي الشَّيطان شيءٌ شرٌّ مِمَّا ذكرتَ.

نام کتاب : نثر الدر في المحاضرات نویسنده : الآبي    جلد : 5  صفحه : 32
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست