responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نثر الدر في المحاضرات نویسنده : الآبي    جلد : 5  صفحه : 131
هذِهِ الفضولَ حيثُ وجهَها اللهُ، وضَعُوهَا حيثُ أمَر اللهُ، فَإِن مَنْ كانَ قَبْلكُمْ كانُوا يأْخُذُون مِن الدُّنْيا بُلْغَتَهُمْ، ويْؤثرون بالفَضْل أَلا إِن هَذَا الْمَوْت قد أضرّ بالدنيا ففضحها فَلَا وَالله مَا وجدَ ذُو لُب فِيَها فَرحا، وإياكُم وَهَذِه السُّبُلَ المُتفرِّقة الَّتِي جماعُها الضلالةُ وميعْادُها النارُ. ابنَ أدَم: إنْ كانَ لَا يُغْنيكَ مَا يكُفيكَ فليْسَ هَاهُنَا شيءٌ يُغْنيكَ، وإنْ كانَ يُغْنيكَ مَا يَكفيكَ فالُقليلُ مِنَ الدُّنْيا يَكفيكَ. ابْنَ أدَمَ: لَا تَعْملْ شيْئاً مِن الحقِّ ريَاءً وَلَا تَتْركُهُ حَيَاءً. وكانَ إذَا ذُكرَ الحجاجُ قَالَ: يتْلُوا كتابَ الله على لخْم وجذام ويَعظُ عظةَ الأزَارقِة، ويَبْطِشُ بَطْش الجبارين. وَبعث عمرُ بنُ هُبيرةَ إِلَى الحسنِ، وابنِ سِيرِين، والشْعبي فقدمُوا عليْهِ فَقَالَ: إنهُ تأْتيني مِنْ أَمِير الْمُؤمنِينَ كتبٌ أعرِفُ فِي تنفيذِها الهلَكةَ فإنْ أطَعتُه عَصيْتُ الله فَمَاذَا تَروْن؟ فَقَالَ الحَسنُ. يَا بنَ سِيرِين أجبِ الْأَمِير فسَكَتَ ثمَّ قالَ: يَا شعْبيُّ أجبِ الْأَمِير - فَتكلم الشعْبي بِكَلَام هَيْبةً وتقيةٌ فَقَالَ: يَا أَبَا سَعيد، وَمَا تَقُول؟ فقالَ: أما إذْ سألْتنِي فَإِنَّهُ يَحِقُّ على أنْ أجِيبَكَ، وَإِن الله مَانُعِكُ مِنْ يزيدَ، وَلنْ يمنعَكَ يزيدُ مِن اللهِ، وَإنَّهُ يوشكُ أَن ينظلَ بكَ مَالكٌ من السَّمَاء فيَسْتنزِلكَ مِنْ سريرك إِلَى سعةِ قَصْركِ ثُم يخرجَكَ من سَعةِ قَصْرِك إِلَى بَاحةِ دَارِك ثمَّ يخرجكَ من باحة دَارِكَ، إِلَى ضيق قَبْركِ، ثُم لَا يُوسِعُ عليْكَ إِلَّا عملُك. يَا بْنَ هُبيرةَ إِنِّي أنْهَاكَ عنِ الله أَن تعرضَ لهُ فَإِنَّمَا جَعلَ اللهُ السلطانَ ناصراً لعبادِهِ، ودِينِه، فَلَا ترْكَبُوا عبادَ الله بُسلْطان الله فتُذلوهُم، فَإِنَّهُ لَا طاعةَ لمخلُوق فِي مَعْصيةِ الله. يَا بْن هُبيرةَ إِنِّي قَد أدُركتُ نَاسا من صَدْرِ هذِه الأمةِ كَانُوا فِيمَا أحَل الله لهُم أزهدَ مِنكُمْ فِيمَا حرم الله علْيكُمْ، وكانُوا لِحَسنَاتِهِم أَلا تُقْبلَ أخُوَفَ مِنكُمْ لسيئاتِكم أَلا تُغُفَرَ. وكانُوا وَالله لثوابِ الآخرِة بِقلوبهم أبصرَ مِنْكُمْ لمتاع الدُّنيا بأعُينكمِ، فكانُوا وَالله عَن الدنُّيا وَهِي إليهِمْ مُقْبلةٌ أَشد إدباراً مِنْ إقبالكم علْيها وَهِي عَنْكُم مُدْبرةٌ. يَا عُمَرُ، إِنِّي أخوفُكَ مقَاما خَوفكَهُ اللهُ مِنْ نفْسِهِ، فقالَ: " ذلكَ لمن خافَ

نام کتاب : نثر الدر في المحاضرات نویسنده : الآبي    جلد : 5  صفحه : 131
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست