responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نثر الدر في المحاضرات نویسنده : الآبي    جلد : 5  صفحه : 123
وَلَا حاملها على الْمَكْرُوه من طَاعَة ربِّها. قد بلوْتُ نَفسِي فِي السراءِ والضَّراءِ، فلمْ أجدْ لَهَا كثير شُكر عِنْد الرَّجَاء وَلَا كَبِير صَبر عِنْد الْبلَاء وَلَو أَن الرجل لَمْ يعظ أَخَاهُ وَحَتَّى بحكمَ أمْرَ نَفسه، ويكمل فِي الَّذِي خُلق لَهُ من طَاعَة ربه لقلَّ الواعظونُ الساعون إِلَى الله بالحثِّ على طَاعَته، وَلَكِن فِي اجْتِمَاع الإخوان واستماع حَدِيث بَعضهم من بعض حيّاة للقلوب، وتذكيرٌ من النِّسيان. أَيهَا الناسُ إِنَّمَا الدُّنْيَا دارُ مَن لَا دَار لَهُ، وَبهَا يفرحُ من لَا عَقل لهُ، فأنزلُوها منزلتها. ثُمَّ أمْسَك. وَلما مَاتَ أخوهُ بَكَى، فَقيل لَهُ: أَتَبْكِي يَا أَبَا سَعيد؟ فَقَالَ: الْحَمد لله الَّذِي لمْ يَجْعَل الحزنَ عاراً على يعقُوب. وَقَالَ: إِذا خرجتَ من مَنْزِلك فَلَقِيت من هُو أسنُّ مِنْك فقُل: هَذَا خيرٌ مني عبَدَ الله قبْلي، وَإِذا لقِيت من هُوَ دُونك فِي السنِّ فَقل: هَذَا خيرٌ مني عصيْتُ الله قبلهُ. وَإِذا لقيتَ من هُوَ مثلُك فَقل: هَذَا خيرٌ مني أعرفُ من نفس مَالاً أعرفُ مِنْهُ. وَكَانَ يقولُ: يَا عجبا لقوم قَدْ أمروا بالزاد، وأوذنُوا بالرحيل، وَأقَام أولهُم عَلَى آخِرهم، فليْت شعري مَا الَّذِي ينتظرون؟ ونظرَ إِلَى النَّاس فِي مصلى الْبَصْرَة يضحكُون، ويلعبون فِي يَوْم عيد، فَقَالَ: إِن الله - عزّ وجلّ - جعلَ الصَّوْم مضماراً لِعِبَادِهِ ليستبقُوا إِلَى طَاعَته، ولعمْري لَو كُشف الغطاءُ لشُغل محْسنٌ بإحسانه، ومسيءٌ بإسَاءته عَن تجْديد ثوم، أَو ترطيل شعر: وَكَانَ يَقُول: اجْعَل الدُّنيا كالقنطرة تجوزُ عَلَيْهَا وَلَا تعمرها وَقَالَ تلقى أحدهُم أبيْض بضا يملخُ فِي الْبَاطِل مَلخاً، وينفض مذروْيه، ويضربُ أصدريه، يقولُ هأنذا فاعرفُوني قَدْ عرفناك، فمَقتك اللهُ ومقتك الصالحُون. وَقَالَ: نِعَمْ اللهِ أَكثر من أَن تُشكرَ إِلَّا مَا أعَان عَلَيْهِ. وذُنوب ابْن آدم أَكثر من أَن يسْلم مِنْهَا إِلَّا مَا عَفا عَنهُ وَكَانَ يقولُ ليسَ العجبُ مِمَّن عطب كَيْفَ عطب؟ إِنَّمَا العجبُ مِمَّن نجا كَيْفَ نجا؟

نام کتاب : نثر الدر في المحاضرات نویسنده : الآبي    جلد : 5  صفحه : 123
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست