responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معجز أحمد نویسنده : المعري، أبو العلاء    جلد : 1  صفحه : 431
فولّت تريغ الغيث والغيث خلّفت ... وتطلب ما قد كان في اليد بالرّجل
يقول: ولت بنو كلاب لما قصدهم دلير، وذهبت بالوادي تطلب الغيث لإبلها، وخلفت الغيث: وهو طاعة السلطان.
يعني: أنها تركت ما كانت فيه من الأمن والخصب، لما خرجت من طاعة السلطان، ورجعت إلى البوادي تطلب مساقط الأمطار.
تحاذر هزل المال وهي ذليلةٌ ... وأشهد أنّ الذلّ شرٌّ من الهزل
وهي ذليلة: يعني بنو كلاب.
يقول: خافت أن تهزل أموالها، فخرجت تنتجع الأمطار والمراعي. وما لحقها من الذل شر من هزال المال.
وأهدت إلينا غير قاصدةٍ به ... كريم السّجايا يسبق القول بالفعل
غير قاصدة نصب على الحال، ونصب كريم لأنه مفعول أهدت وهو فعل بني كلاب، وبه يرجع إلى كريم السجايا وهو مقدم في المعنى.
يقول: كان سبب مجيء دلير إلينا، مجيء بني كلاب، فكأنها أهدته لنا وإن لم تقصد ذلك، وهو يبتدئ بالنوال قبل الوعد بالسؤال.
تتبّع آثار الرّزايا بجوده ... تتبّع آثار الأسنّة بالّفتل
الفتل جمع فتيلة.
يقول: جر بجوده كل مصيبة أصابتنا، في نفس أو مال. وأصلح حالنا، كما تصلح الجراح بالفتل عند المعالجة.
وروى بالقتل يعني: أتى على المصائب بعطاياه، كما يأتي بالقتل على آثار الأسنة: أي لا يحتاج مع القتل إلى معالجة آثار الأسنة.
شفى كلّ شاكٍ سيفه ونواله ... من الدّاء حتّى الثّاكلات من الثّكل
يقول: شفى كل إنسان مما كان يشكوه، فشفى الفقر بنواله، والجور بسيفه، وأخذ للثاكلات بثأرهن؛ فشفاهن من الثكل.
عفيفٌ تروق الشّمس صورة وجهه ... ولو نزلت شوقاً لحاد إلى الظّلّ
شوقاً مفعول له.
يقول: هو مع عفته قد عشقته الشمس، فلو نزلت من شوقها إليه، لعلد عنها إلى الظل لعفته.
شجاعٌ كأنّ الحرب عاشقةٌ له ... إذا زارها فدّته بالخيل والرّجل
يقول: تسلم إليه الحرب من شاء قتله أو سبيه، فكأنها عاشقة له، وتفديه بهم.
قال ابن جني: هذا من بدائع معانيه.
وريّان لا تصدى إلى الخمر نفسه ... وعطشان لا تروى يداه من البذل
يقول: لا يرغب في الشراب؛ لما فيه من الإثم، فهو ريان عنه، ولا يفتر عن البذل؛ لما فيه من الحمد، فهو عطشان إليه.
فتمليك دلّيرٍ وتعظيم قدره ... شهيدٌ بوحدانيّة الله والعدل
يقول: تمليك الله تعالى إياه، وتعظيمه لقدره، دليل على التوحيد والعدل؛ لأن توليته إياه حكمة وصواب، ووضع للحق في موضعه.
وما دام دلّيرٌ يهزّ حسامه ... فلا ناب في الدّنيا لليثٍ ولا شبل
يعني: أن أنياب الأسود لا تعمل عمل سيفه، فكأنها في جنب سيفه معدومة.
وما دام دلّيرٌ يقلّب كفّه ... فلا خلق من دعوى المكارم في حلّ
أي ما دام هو يقلب كفه بالعطاء وقتل الأعداء فليس لأحد ادعاء المكارم، لأنه قد ملك المكارم.
فتىً لا يرجّى أن تتمّ طهارةٌ ... لمن لم يطهّر راحتيه من البخل
يقول: هو فتىً يعتقد أن الطهارة من الأنجاس لا تتم إلا بتطهير الراحة من البخل، فكما أن الطهارة من الأنجاس واجبة، كذلك اجتناب البخل واجب.
وقيل: أراد بالطهارة: الختان، أي أن طهارة الختان لا تتم إلا بإزالة البخل.
فلا قطع الرّحمن أصلاً أتى به ... فإنّي رأيت الطّيّب الطّيّب الأصل
يقول: هو طيب وأصله الذي أتى به طيب إذ الطيب لا يأتي إلا من أصل طيب، فلا قطع الله تعالى أصلاً جاء بمثله.
العميديات
وقال يمدح أبا الفضل محمد بن الحسين بن العميد، حين ورد عليه بأرجان في ربيع الأول سنة أربع وخمسين وثلاث مئة:
بادٍ هواك صبرت أم لم تصبرا ... وبكاك إن لم يجر دمعك أو جرى
باد أي ظاهر، وهواك: رفع بالابتداء وباد خبره مقدم عليه عند سيبويه.
وعند الأخفش: باد مبتدأ وهواك مرتفع به كما يرتفع الفاعل، وقد سد مسد المبتدأ.
وقوله: أو لم تصبرا في موضع جزم، وأصله: تصبرن بالنون الخفيفة للتأكيد، فأبدل عنها ألفاً في الوقف، كقوله تعالى: " لَنَسْفَعاً " وقول الأعشى:
ولا تعبد الشّيطان والله فاعبدا
هذا قول البصريين. وفي قول البغداديين: أنه خاطب الواحد الاثنين كقول الآخر:
فإن تزجراني بابن عفّان أنزجر ... وإن تدعاني أحم عرضاً ممنّعاً

نام کتاب : معجز أحمد نویسنده : المعري، أبو العلاء    جلد : 1  صفحه : 431
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست