نام کتاب : مصادر الشعر الجاهلي نویسنده : الأسد، ناصر الدين جلد : 1 صفحه : 323
العراق جاءوا يسألونه أن يحدثهم[1]: إن من أهل العراق قومًا يَكذِبون ويُكذبون ويسخرون. بل لقد بلغ أكثر من ذلك:
فقصة عبد الله بن سعد بن أبي سرح مشهورة: كان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي، ثم ارتد ولحق بالمشركين وقال -في زعمه-: إن محمدًا ليكتب بما شئت[2]. وذكروا أنه كان يكتب "عزيز حكيم" مكان "غفور رحيم"[3]. وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت أن يتعلم كتاب اليهود وقال: "لا آمن أن يبدلوا كتابي"4!
فإذا ما انتقلنا بعد ذلك إلى تخصيص الحديث في الشعر وحده، وجدنا أن الشعر الجاهلي كان عرضة، منذ الجاهلية نفسها وسنوات الإسلام الأولى، للوضع والنحل والانتحال. والأمثلة التي بين أيدينا قليلة ولكن فيها مقنعًا، إذ أنها تدل دلالة واضحة على أن هذه الظواهر الأدبية كانت معروفة شائعة منذ أبعد ما نعرف من عصور الشعر العربي.
فقد قال أبو عبيدة[5]: كان قُراد بن حنش من شعراء غطفان، وكان جيد الشعر قليله، وكان شعراء غطفان تغير على شعره فتأخذه وتدعيه، منهم زهير بن أبي سُلمى ادعى هذه الأبيات:
إن الرزية لا رزية مثلها ... ما تبتغي غطفان يوم أضلت
إن الركاب لتبتغي ذا مرة ... بجنوب نخل إذا الشهور أحلت
ولنعم حشو الدرع أنت لنا إذا ... نهلت من العلق الرماح وعلت
ينعون خير الناس عند كريهة ... عظمت مصيبتهم هناك وجلت [1] ابن سعد 4/ 2: 13. [2] الجهشياري، كتاب الوزراء والكتاب: 13 [3] ابن قتيبة، المعارف: 149.
4 المقريزي، امتناع الأسماع: 187. [5] طبقات ابن سلام: 568-569.
نام کتاب : مصادر الشعر الجاهلي نویسنده : الأسد، ناصر الدين جلد : 1 صفحه : 323