3855- ما أصَيْبتُ مِنْهُ أَقْذَّ ولاَ مَرِيشاً
الأقذُّ: السهم الذي لاَ ريش عليه، والمَرِيشُ: الذي عليه الريش، أي لم أظفر منه بخير قليلٍ ولاَ كثير.
3856- مالَهُ لاَ عُدَّ مِنْ نَفَرِهْ
قَالَ أبو عبيد: هذا دُعاء في موضع المدح، نحو قولهم "قاتلة الله ما أفْصَحَه" قَالَ امرؤ القيس:
فَهْوَ لاَ تَنْمِى رَمِيَّتُهُ ... مَالَهُ لاَ عُدَّ مِنْ نَفَرِهْ
قوله "لاَ تَنْمى رميته" أي لاَ ترتفع من مكانها الذي أصابها فيه السهم لحِذْقِ الرامي ثم قَالَ "لاَ عد من نفره" أي أماته الله حتى لاَ يُعَدَّ منهم، كما يُقَال "قاتله الله" ومعناه لاَ كان له غير الله قاتلاً، أي أنه لاَ قِرْنَ له يَقْدِرُ على قتله فلاَ يقتله غير الله تعالى
قَالَ أبو الهيثم: خرج هذا وأمثاله مخرج الدعاء، ومعناه التعجب، والنَّفَر: واحدهم رجل، ولاَ امرأة في النفر، ولاَ في القوم.
3857- مِنَ الخَوَاطِئِ سَهْمٌ صَائِبٌ
يضرب للذي يخطئ مراراً يصيب مرة والخواطئ: التي القِرْطَاس، وهي من خَطِئَتْ أي أخطات، قَالَ أبو الهيثم:
وهى لغة رديئة، قَالَ: ومَثَلُ العامة في هذا "ربَّ رميةٍ من غير رام" وانشد محمد بن حبيب:
رمتني يَوْمَ ذَاتِ الغمر سَلْمى ... بسَهْم مُطْعِمِ للصيد لأم
فَقُلْتُ لَهَا أصبْتِ حَصَاةَ قَلْبِى ... وَرُبَّةَ رَمْيَةٍ مِنْ غَيْرِ رَامِ
وقَالَ أبو عبيد: يضرب قوله "من الخواطئ" للبخيل يُعْطِى أحياناً على بخله
3858- مِنْ أَنَّى تَرْمِى الاَقْرَعَ تَشُجُّهُ
يضرب لمن عَرَّضَ أغراضه للعائب فلاَ يستتر من ذلك بشيء.
3859- ما قُرِعَتْ عَصاً عَلَى عَصَاً إلاَ حَزِنَ لَهَا قَوْمٌ وَسُرَّ لَهَا آخَرُونَ
قَالَ أبو عبيد: معناه لاَ يحدث في الدنيا حادث فيجتمع الناس على أمر واحد من سرور وأحزان، ولكنهم فيه مختلفون
قلت: وإنما وَصَله بعلى وحقه "ما قرعت عَصاً بعصاً" على معنى ما ألقيت أو أسقطت عَصاً على عَصاً.
3860- ما مِثْلُ صَرْخَةِ الحُبْلَى
ويروى "صَيْحَة الحبلى" أي صحية شديدة عند المصيبة أو غيرها.