نام کتاب : مباهج الفكر ومناهج العبر نویسنده : الوطواط جلد : 1 صفحه : 117
وذكر بعضهم دابة سماها خز الماء، ولم يسم المكان الذي تكون فيه وقال أنها مثال ابن عرس أو قليلا، سباحتها في الماء كجريها في البر، لها وبر ناعم يعمل منه ثياب الخز. القول في طبائع الضفدع
وهو أصناف كثيرة، ويكون من سفاد وغير سفاد، فالذي يكون من سفاد يبيض في البر، ويعيش في الماء، والذي من غير سفاد يتولد من المياه القائمة الضعيفة الجري، ومن العفونات، وغب الأمطار، حتى يظن أنه يقع من السحاب لكثرته وكثرة ما يرى منه على السطحة عقيب المطر والريح، وليس ذلك عن ذكر وأنثى وإنما الله تعالى يخلقه في تلك الساعة من طباع تلك التربة والضفادع لا تؤثر أن تستنشق الهواء إلا أنها إذا اضطرت إليه فعلته، وهي من الحيوان الذي لا عظام فيه ويوصف بالرسح، وتقول العرب في أمثالها) ارسح من ضفدع (، ويوصف بالحذر، وفي المثل) احذر من غراب وعصفور وعقعق وضفدع (، وإذا أراد النقيق أدخل فكه الأسفل في الماء، ومتى دخل الماء فيه لا ينيق.
وما أطرف قول بعض الشعراء وقد ليم على قلة كلامه:
قالت الضفدع قولا ... فسرته الحكماء
في فمي ماء وهل ... ينطق من في فيه ماء
ويعرض للضفدع مثل ما يعرض لبعض الوحوش من النار حيرة إذا رأتها وفكر فيها، وعجب منها، لأن الضفدع ينق فإذا أبصر النار سكت، ولا يزال يدمن النظر إليها، ولذلك يتخذ للضفادع السرج إذا كثر نقيقها، ولذلك تسكت إذا رأت ضوء النهار.
الوصف والتشبيه
ومقعدات زانهن أرجل ... كقعدة الناكح حين ينزل
يكسين وشيا وعيون تكحل
ولآخر:
دعتك في فاضة مدنرة ... ليس لها طرة ولا هدب
قد نسجت من زبرجد فجرى ... بين تضاعيف نسجها الذهب
يطيل صمتا نهاره فإذا ... أدركه الليل بات يصطخب
وهو وإن لم يغط مقلته ... جفن ولا امتد خلفه ذنب
يعجبني ما رآه منه ففي ... خلقته واختلافها عجب
وقال أبو بكر الخوارزمي:
أتعني والديك لما نيطق ... والليل في سربال دخن مطبق
لم يدم كشحاه بضع الفلق ... والنجم في الأفق كعين الأزرق
صوت غريق بعضه لم يفرق ... غصان بالماء ولما يشرق
وجاحظ العين ولما يخنق ... وساهر الليل ولما يعشق
هو الغراب في الخطى والمنطق ... جلد سلحفاة وثب عقعق
وصوت مخنوق ونفخ أشدق ... يرمج لج الماء رمح المحفق
كحذق ملاح غدا فيث زورق
القول في طبائع السرطان
والسرطان جيد المشي، سريع العدو ذو فكين، مخالب وأظفار حداد كبير الأسنان صلب الظهر، من رآه رأى حيوان بلا رأس، ولا ذنب، عيناه في كتفه، وفمه في صدره وفكاه مشقوقتان من جانبين، وله ثماني أرجل مشققات وهو يمشي على جانب واحد، ويستنشق الماء والهواء معا وهو يسلخ جلده في السنة ست مرات، ويتخذ لجحره بابين أحدهما شارع إلى الماء، والآخر إلى اليابس، فإذا سلخ جلده سد عليه مما يلي الماء خوفا على نفسه من السمك، وترك ما يلي اليابس مفتوحا ليصل إليه الريح، فتخف رطوبته وتشتد، فإذا اشتد فتح ما يلي الماء وطلب معاشه وهذا دأبه.
الوصف والتشبيه
قال شاعر يصفه:
في سرطان الماء أعجوبة ... ظاهرة للخلق لا تخفى
مستضعف المنة لكنه ... أبطش من حاربته كفا
يسفر للناظر عن جملة ... متى مشى قدرها نصفا
ويقال: إن ببحر الصين سرطانات متى خرجت إلى البر استحجرت، والأطباء يتخذون منها كحلا يجلو البياض، ومن عجائب الحيوان المشترك، ما يذكر أن ببحر الروم أمة يقال لها بنات الماء يشبهون النساء ذوات شعور سبط، ألوانهم إلى السمرة ذوات فروج عظام، وثدي، وكلام لا يكاد يفهم وقهقهة، وضحك، وربما في أيدي أرباب المراكب فينكحوهن فيجدون لذلك عظيمة، ثم يعيدوهن إلى البحر، وفيها أيضا رجال يسمى الواحد منهم بالقبطية أبو مرينه، ويقال أنهم يظهرون بالإسكندرية وبالبرلس وبرشيد في صورة ابن آدم بجلود لزجة أو أجسام مشاكلة، لهم بكاء وعويل إذا وقعوا في أيدي الناس وذلك لأنهم ربما برزوا من البحر إلى البر يتشمسون فيقع الصيادين، فإذا بكوا رحموهم وأطلقوهم.
وصف آلات الصيد
فصل
نام کتاب : مباهج الفكر ومناهج العبر نویسنده : الوطواط جلد : 1 صفحه : 117