responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مباهج الفكر ومناهج العبر نویسنده : الوطواط    جلد : 1  صفحه : 110
يعني البخيل بجمع المال مدته ... وللحوادث والأيام ما يدع
كدودة القز ما تبنيه يهلكها ... وغير بالذي يبنيه ينتفع
وهو كثير العوارض لرقة بشرته بينما صحيحا بادي الصلاح مسرورا به إذ دخل عليه عارض، لا يدري فيصغر ويذبل ويموت، وكثيرا ما يلحقه ذلك عندما يريد أن ينسج، وبعد ما تعب على معاناته، ويقال أن السبب إطعامه ورق التوت الحامض، وفيه من أسرار الطبيعة في حال تربيته أنه يهلك من صوت الرعد، وضرب الطشت والهاون، ومن شم الخل، والدخان، ومس الحائض والجنب ويخشى عليه من الفأر والعصفور والنحل والوزع، والحر الكثير يهلكه، وكذلك البرد الشديد، ومن عجيب شأنه أنه لما كان ورق التوت فوقه كان أول ما يورق من الأشجار، ويوافق ذلك خروج الدود من بيضه فهو يبتدئ مع ورق التوت وينهي عندما ينتهي في الرطوبة، وبينهما مناسبة عجيبة إذ يصير من هذا الورق المحتقر حرير جليل ذو جوهر شريف.
الوصف والتشبيه
قال بعض الشعراء فيها على طريق الألغاز:
وبيضة تحضن في يومين ... حتى إذا دبت على رجلين
واستبدلت بلونها لونين ... حاكت لها خبيئا بلا تزيين
بلا سما وبلا بابين ... وتنقبه بعد ليلتين
فخرجت مكحولة العينين ... قد صنعت بالنقش حاجبين
قصيرة ضئيلة الجبين ... شأنها قد قطعت تاتين
لها جناح سابغ البردين ... ما ثبتا إلا لقرب الحين
إن الردى كحل لكل عين
القول في طبائع الذباب
والعرب تجعل الذباب والفراش والنحل والدبر كلها من الذباب، ويقال إن الذباب يكثر إذا هجت ريح الجنوب، وإنه يخلق تلك الساعة، وإذا هبت ريح الشمال خف وتلاشى وهو من ذوات الخراطيم، وكذلك البعوض ويزعم القائم لهذا: إن الذباب يخرجه ويدخله، متى أحب الأكل، والولوغ، ومن عجيب أمره أنه يلقي رجعيه على الشيء الأسود أبيضا وعلى الأبيض أسودا وقال أصحاب الفحص عن طبائع الحيوان: الذباب لا يظهر إلا في مواضع العفونة والأماكن المستقذرة، فإنه يخلق من أجزاء تلك العفونة، وهو من الخلق الذي مبدأ خلقه من العفونات، ثم يكون السفاد، ويخلق دودا ثم يصير ذبابا وإذا سفد أبطأ في سفاده، وربما بقى الذكر على ظهر الأنثى عامة النهار وهو يتجاوز في ذلك البعير والخنزير والكلب، وهو من الحيوانات الشمسية وذلك أنه يخفي شتاء، ويظهر صيفا، وفيه من أسرار الطبيعة أنه لما لم يخلق لعينيه أجفان يدرأ بهما القذى عنها، كما خلق لسائر الحيوان خلق له في مقدم بدنه يدان زائدتان تتحركان أبدا كحركة الأجفان ليفعلا فعلهما في تنظيف القذى من عينيه لتبقى صافية، وقال عنترة بن شداد يصفه بذلك من قصيدته المعلقة
وخلا الذباب بها فليس يبارح ... هزجا كفعل الشارب المترنم
غردا يحك ذراعه بذراعه ... فعل المكب على الزناد الاجدم
القول في طبائع البعوض

نام کتاب : مباهج الفكر ومناهج العبر نویسنده : الوطواط    جلد : 1  صفحه : 110
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست