responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مباهج الفكر ومناهج العبر نویسنده : الوطواط    جلد : 1  صفحه : 108
وإنما ذكرته مع ذي الجناح لأن له وثبا لا يعدوه الطيران، وهو أصناف منها صنف يسمى الرتيلاء سمها قاتل، وهو عنكبوت صغير، ومنه صنف طويل الأرجل ومنه صنف يسمى الليث يصيد الذبان صيد الفهود، والكلاب، وله ست عيون، وإذا أراد صيد الذباب لطا بالأرض وسكن أطرافه وجمع نفسه ثم وثب على ما يريد صيده فلا يخطئه، وهو يعض الأسد كما أن يعض الكلب ذبان الكلف، قال الجاحظ، ولد العنكبوت أعجب من الفروج الذي يظهر إلى الدنيا كاسيا كاسبا، لأن ولد العنكبوت يقوى على النسيج ساعة يولد من غير تلقين، ولا تعليم، والعنكبوت يطاول في السفاد، وإذا أراد الذكر الأنثى جذبت بعض خيوط نسجها من الوسط، فإذا فعلت ذلك فعل الذكر مثلها فلا يزالان يتدانيان حتى يتشابكا فتصير بطن الذكر قبالة بطن الأنثى، وأول ما يلد دودا صغارا ثم يتغير ويصير عنكبوتا، وهي تحضن وتقبل الصورة بعد ثلاثة أيام، ومن العنكبوت ما هو كبار جدا، ونسجه رديء على وجه الأرض والصخور ومنها ما هو حكيم دقيق الخلق، ومن حكمته أنه يمد السدي ثم يعمل اللحمة ويبتدئ من الوسط ويهيء موضعا لما يصيد في مكان آخر كالخزانة فإذا وقع شيء فيما نسجه وتحرك عمد إليه وشبك عليه حتى يضعف، فإذا علم ضعفه وحمله وذهب به إلى خزانته، فإن كان جائعا أكله، وإن لم يكن امتص رطوبته، وتركه حتى يجوع، وإذا كان المصيد قد خرق من النسج شيئا عاد ورمه، والأنثى هي التي تنسج والذكر يحل وينقض، والذي تنسجه لا تخرجه من جوفها بل من خارج جسدها، وهي في ذلك شبيه بما يلقي شعره وريشه وشوكه وجلده من الحيوان، وفم العنكبوت مشقوق بالطول لا بالعرض.
الوصف والتشبيه
قال ابن الرومي يصف فهد العنكبوت:
أعجب مستفاد ... أفادني زماني
من الفهود فهد ... في الاسم والعيان
تلك ذوات الأربع ... وذاك ذو ثمان
كأنما أرجله ... مخالب النغران
سيفاه سيفا بطل ... والدرع درع جان
مستأنس ما إن بنى ... والإنس في مكان
وصائد وهو من ال ... صائد في أمان
ذبابه في كفه ال ... طائر مثل العاني
ذبابه يبغي بدلا ... بطائر الخوان
إذا دنا فلم يكن ... بينهما غفران
عانقه أسرع من ... تعانق الأجفان
بخفة الوثوب بل ... بجرأة الجنان
فهو عزيز عزة ... في غاية الهوان
وقال خلف الأحمر في الرتيلاء:
إبعث له يا رب ذا أرجل ... في فمها احجن مثل المنجل
دهماء مثل العنكبوت المحول ... تأخذه من تحته ومن عل
وقال أبو نؤاس يصفه أيضاً:
وقانص محتقر ذميم ... كدري لون أغبر قتيم
مشتبك الأعجاز بالحيزوم ... ليس برعديد ولا حموم
ولا عن الحلة بالسؤوم ... لا يخلط الهمة بالتنويم
في طلب الدرة والعلجوم ... ومخرج اللحظة بالخيشوم
أضيف أرضا من محط الميم ... أو نقطة تحت جناح الجيم
كأنما دبيبه في النيم ... دبيب خمر بزلت خرطوم
أسرع من كره طرف يومي ... أو تسعة تنهض في يوم
أرسع من ذي لبدة هضوم
القول في طبائع الجرادة

نام کتاب : مباهج الفكر ومناهج العبر نویسنده : الوطواط    جلد : 1  صفحه : 108
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست