responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 2  صفحه : 471
إذا كنت وحدي أكون وإيا ... ك أو خاليًا فاشتغالي بك
وأطلب المجد والمكرما ... ت لتحسن لي شيمة عندك
ليحنو قلبك رفقًا علي ... فالصخر بالماء تقد ينبجس
وصوني الوداد وفيه الذماء ... فلن يورق العود إما يبس
وما أجمل قوله في ختام هذه القصيدة:
زمان إذا ما تذكرته ... تخيلته حلمًا في الكرى
وعهد الشباب كرؤيا إذا ... مضت أدركتها نفوس الورى
ومن هذه المقطوعات الصغيرة قوله في الشيب:
أشعرة بيضاء ... أم أول خيط الكفن
أم تلك سهم مرسل ... لا يتقي بالجبن
والزرع إن هاج فقد ... حان الحصاد وأني
وقد قال ابن الرومي في هذا المعنى:
لم أخضب الشيب للغواني ... لأبتغي عندها ودادًا
لكن خضابي على شبابي ... لبست من بعده حدادًا
وقد علق الأستاذ العقاد على قول الشاعرين في الشيب بقوله: "كذلك الفرق بين خضاب الحداد، وأول خيط الكفن، فكلاهما مغالطة لا تعبر عن الواقع، ولكن وصف الخضاب بالحداد تهكم جائر من حيث لا يجوز أن يخطر ببال أن شعره الشيب الأولى خيط من خيوط الكفن لا على سبيل الجد، ولا على سبيل التهكم".
ولكن يخطر على البال أن الكفن أبيض اللون، وكذلك الشيب، وأن الشعرة الأولى إذا انضمت إليها شعرة أخرى، وأخذ شعر المرء في البياض دل ذلك عادة على شيخوخة وضعف، فإذا تم الشيب فكأنما تم نسج الكفن في انتظار المنية.

نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 2  صفحه : 471
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست