responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 2  صفحه : 436
وإذا كان عبد المطلب لم يلتفت إلى التاريخ المصري القديم إلا نادرًا، فإنه عنى أشد العناية باستلهام التاريخ العربي الإسلامي، وجاءت هذه القصيدة البائية وغيرها حافلة بذكر كبريات الأحداث، وبعظماء الرجال الذين جاهدوا في سبيل نصرة الدين، وتثبيته في العالمين وهو في كثير من قصائده الدينية يعرج على ماضي الأمة الإسلامية، ويذكرها بأمجادها لعلها تخجل مما أصابها من وهن، ومما حل بها من فساد، فتهب لاسترجاع ذلك المجد وتستأنف سيرها في موكب العزة والسؤدد استمع إليه يقول:
أنكرت قومي فلا قربى ولا رحم ... وأنكروني فلا أم ولا ولد
يا رحمتا لغريب بين عترته ... نبا به العيش حتى أوحش البلد
يذري الدموع إذا ما الركب أزعجهم ... داعي السرى فتنادي البين وانجردوا
يا نازلي ذلك الوادي تموج بهم ... بطاح مكة والعلياء والسند1
هل يبلغ الركب عن قلبي إذا نزلوا ... ذاك الحمى لوعة الوجد الذي يجد
أحبابنا ضاقت الدنيا بما رحبت ... والدهر في صرفه يغلو ويحتشد
أكل يوم لنا في الدين مرزؤة ... تهتز من وقعها الدنيا وترتعد
في كل واد على الإسلام منتحب ... وكل واد به للدين مفتقد
يسعى الفساد إليه غير متئد ... لما رأى أهله في نصره اتأدوا
يا منزل الدين أهل الدين قد خرجوا ... بغيًا عليه وعن منهاجه حردوا
ضلوه جحدًا لما أودعت من حكم ... فيه ولو أنهم ذاقوه ما جحدوا
ما الدين إلا نظام للحياة إذا ... سار الأنام على منواله سعدوا
ويمضي عبد المطلب في تعداد فضائل الدين، ولعلك لحظت أنه يتألم غاية الألم لما أصاب الدين، وأصبح يرى نفسه غريبًا في قومه؛ لأنهم فتنوا عن دينهم وفرطوا في شعائره، ودب الفساد إلى حياتهم من جزاء ذلك الإهمال ولو أنهم تمسكوا بالدين لاستعادوا عزهم المفقود واسترجعوا مجدهم وهو:

1 العلياء والسند: مكانان بالبادية.
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 2  صفحه : 436
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست