responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 2  صفحه : 410
ويتمنى أن تعود تلك العهود، وترجع أيام الغضا، إلخ، وليس هذا شعر شخص يعيش في مصر ويرى النيل والجزيرة، وسيف البحر المتوسط، والمغاني العامرة، والجنان الفيح، والآثار الباهرة، إنه يعيش في مصر بجسده، ولكن روحه في رحلة طويلة إلى جزيرة العرب، وقد تعود فترتد مصرية الشعور والعاطفة.
ولما قال شوقي قصيدته المشهورة "اختلاف النهار والليل ينسى" يتشوق فيها إلى الثغر والمكس، ويحن حنينًا شديدًا لمصر ويقول:
يصبح الفكر والمسلة ناد ... يه وبالسرحة الزكية يمسي
وينفثها نفثة الملتاع من حر للفراق، الذي تجسمت أمامه كل معالم مصر، وتفطرت نفسه حسرات أسفًا لغيابه عنها، وشوقًا إليها أجابه عبد المطلب بأنه إذا حن إلى مصر فإنه يحن إلى "الغوير وجلس" حين يقول:
ما له في الحنين يضحى ويمسي ... شفه البرق لاح من "عين شمس
واستخفت به الصبا فتناسى ... عهده في الوقار والشوق ينسى
حن في شجوه إلى جبل الطيـ ... ـر حنيني إلى الغوير وجلس1
وهو يشبه نفسه بامرئ القيس إذ يبكي ما بين "حومل فالدخول":
مالي وللربع المحيل ... أبكيه بالدمع الهطول
نوع الحمامة رجعت ... بين المعاهد والطلول
أو كابن حجر إذ بكى ... ما بين حوامل والدخول
وقد تهيم نفسه، ويغلو في حنينه إلى تلك الديار التي يسبح خياله في عرصاتها ووديانها والتي تشبع بها عقله من كثرة ما قرأ في الأدب القديم ووعي منه، ولكثرة ما فكر فيها فيفضل الخزامى على رياض النيل، وثرى نجد وإن كان حجارة على تربة مصر الخصبة الممرعة، والسحب التي تمر بنجد وإن كانت جهامًا على النيل العظيم، وهذا غلو منه ولا ريب، وجموح في الخيال، ولم يصدر

1 الغوير: ماء لبني كلب، وجلس: بلاد نجد.
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 2  صفحه : 410
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست