responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 2  صفحه : 409
إن محمد عبد المطلب كان يعيش بخياله الشعري في جزيرة العرب، يستمد منها تشابيهه ويرى معالمها بين خياله فيسجلها في شعره، أو كان روح شاعر من شعراء الجاهلية أو العصر الأموي قد تقمصت جسده، فهي تحكي ما كانت ترى في العصر الذي عاشت فيه، استمع إليه يقول:
ولاحت لعيني تلك البروق ... بوادي تهامة والمنحنى
ومرت تهادى نجارية ... لها زفرت ترج الفلا1
ذكرت ربوعًا لسلمى مضى ... منا لعيش في ظلها ماضي
ولا شك أنه لم ير في مصر بروقًا، ولا وادي تهامة ولا المنحنى، وإنما سبح بخياله في تلك الديار، واستمع إليه يقول من قصيدة أخرى:
سقيت الندى يا منزل الثمرات ... وجاءتك غر المزن منهمرات
مغان بها عيش الصبا أن ناعمًا ... وغرس الأماني طيب الثمرات
وقفت بها صحبي فحيت ركابنا ... ضواحك من أزهارها النضرات
ولم ينسنى عهدي به منزل الغضا ... وغر ليال فيه مزدهرات
ولا مسرح الآرام فيه أوانسًا ... تهادين في شرخ الصبا خفرات
فمنزل الغضا، ومسرح الآرام ليس بمصر، وإنما هما في نجد أو الحجاز. إن عبد المطلب يتشوق أن يرحل إلى الحجاز أو نجد، ويستعيد عهد أسلافه، فروحه متعلقة بتلك الديار، ولا أدل على ذلك من قوله:
برق يلوح، وسائق يحدو ... يا شوق هل لك غاية بعد
ونوى تشط بنا مطرحة ... أنا فالغوير ودارهم نجد
يا رحمتا كبد تخونها ... برح الغرام، ولاحها البعد
ذكرت معاهدنا بذي سلم ... أفلا يعود لنا بها عهد2
لو أن أيام الغضا رجع ... أو أن ما سلفت به رد
فهو يتشوق لنجد، وذي سلم، وقد شطت به النوى حتى تفطرت كبده من شدة الغرام وغيرها البعد؛ لأنها ذكرت معاهدة بذي سلم "موضع بالحجاز"

1 تجارية: ذات نجار وأصل.
2 ذو سلم: موضع بالحجاز.
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 2  صفحه : 409
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست