responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 2  صفحه : 404
ولا باب يغريني بمعسوله اللمى ... إذا ابتسمت ذاك الجمان المفلج
ولكن هل يستطيع عبد المطلب أن يتصرف في فؤاده دائمًا، والحب إذا أتى فلا راد له لأن المرء لا يعرف متى يأتي، ولا كيف يأتي، ولا شك أن عبد المطلب قد غلب على أمره أحيانًا، ولكن دينه وخلقه صان هذا الحب عن الرجس.
بتنا وكان العفاف سترًا ... بين الضميرين ليس يبلى
وللتقى بيننا عهود ... تقدست في القلوب قبلا
وما على الحب من مليم ... إذا الهوى بالتقى تحلى
ومن أهم صفات العرب المتميزة الغيرة، وقد تجلت غيرة عبد المطلب وحماسته، وإباؤه الضيم في وطنيته الملتهبة الصادقة. لقد ملك حب مصر عليه شفاف قلبه. دع جانبًا تلك القصائد السياسية المتأججة التي أسلفنا القول عليها، بل تأمل عشقه لمصر، ولصعيد مصر، وترداده لذكرها بقلب مليء بحبها، مدله بها، يراها منبت المجد منذ نشأة الحياة على الأرض بل قبل ذلك:
ولربما شهد الزمان وجوده ... والأرض ماء، والسماء ضباب
النيل آيته، وسطر حديثه ... في العالمين، ولا بتاه كتاب1
حتى إذا برز الورى من غيبهم ... وتميزت ببنيهم الأنساب
فإن عروس الأرض مصر يزينها ... أطام عز تعتلى وثياب
وهو لا يتردد أن يفدي مصر بحياته، ويدعو الله أن تسلم من الأذى، وينزلها منزلة الأم:
مصر أمي فداء أمي حياتي ... سلمت أمنا من العاديات

1 اللابة: الحرة من الأرض أي السوداء منها، ويريد باللابتين الصحراء الشرقية، والصحراء الغربية، والوادي بينهما.
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 2  صفحه : 404
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست