responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 2  صفحه : 399
وقد عكف عبد المطلب في دار العلوم على دراسة الأدب العربي القديم بشغف ولذة، تغذيهما محبة قوية للعرب وتراثهم، وملكة شعرية فطرية، وإذا كان عند طالب دار العلوم أي موهبة أدبية، ولو بقدر يسير، سرعان ما تنمو وتترعرع وتزدهر في هذه البيئة العربية الخالصة، لكثرة ما يسمع الطالب في حجرات الدراسة من الكلم الفصاح، وروائع الشعر والأمثال، التي خلفها أدباء العربية في عصورها الذهبية، ولكثرة ما يحفظ من هذه الأمثال والحكم، والنوادر، والقصائد الخالدة، والحفظ هو سبيله إلى التزود من معين العربية ألفاظًا ومعاني.
ولهذا تعجب كل العجب لدار العلوم، فهي في كل عهد تغص بمن يقرضون الشعر في أثناء الطلب، ويثبت منهم في الميدان، ويجلي في حلبة السباق من تعهد هذه الموهبة بالصقل والدراسة، وربما كانت دار العلوم متميزة عن سواها في هذه الناحية؛ لأن الدروس تلقي فيها بلغة فصيحة سليمة أدبية؛ ولأنها كلها تدور حول العربية، وإتقانها: نحوًا، وبلاغة، ونقدًا، وأدبًا، ولأن الطلب يأتي إليها وعنده ذخيرة سابقة من القرآن الكريم وعلوم الدين، وقدر لا بأس به من العلوم العربية، هذا فضلًا عن الرعاية والعناية والتوجيه والتشجيع من جانب الأساتذة الذين يوجهون الطالب الوجهة القومية التي تنمي من مواهبه وتدافعه قدمًا إلى الأمام فلا يلبث إلا قليلا في هذه البيئة الجديدة حتى تتفتح ملكاته اللسانية الكاملة، ويلهج بقول الشعر، ولقد صورها عبد المطلب أبدع تصوير، وبين فضائلها على اللغة العربية، وعلى الأدب والشعر بقوله يخاطبها:
يا أم كم من شرعةٍ لك في الهدى ... لا وردها رنق ولا مملول
وهديتنا سبل العلوم قواصدًا ... فالغور نجد والحزون سهول
دان القريض لنا فأما روضه ... فجنى وأما صعبه فذلول
ولنا إذا شئنا جزالة جرول ... وإذا نرق فتوبة وجميل
ولربما ملك الندى خطيبنا ... والجمع بهر والمقام يقول
أحييت أحياء الجزيرة من نما ... قحطان من ولد وإسماعيل

نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 2  صفحه : 399
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست