responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 2  صفحه : 390
يا من يغد بدنياه وزخرفها ... تالله يوشك أن يودي بك الغرر
وقوله في مطلع قصيدته التي يرثى بها توفيق باشا.
نحن لله ما لحى بقاء ... وقصارى سوى الإله فناء
ويكرر قوله أن الدنيا غرارة، وكل من فيها إلى فناء، من يعيش ألف عام ومن يعيش أيامًا معدودات سواء، وهو معنى بديهي لا قيمة له، ولكنه أعجب به فذكره أكثر من مرة في قوله:
سواء من يعيش الألف فيها ... ومن أيامه فيها قليلة
وفي قوله:
نحن لله راجعون فمن مات ... ومن عاش ألف عام سواء
ولا تشعر في رثائه بلوعة الأسى وحرقه العاطفة، والتفجع والجزع، شأن الشعراء المرهفي الإحساس، الجياشي العواطف إلا نادرًا، من مثل التي قالها في الإمام الشيخ محمد عبده.
تدفق دموعًا، أو دمًا، أو قوافيا ... مآتم أولي الناس بالحزن هاهيا
أيجمل أن تنعى الفضائل للوردي ... ولم تك في الباكين ويحك باكيا
وإن كان البيت الثاني قد جاء ضعيفًا متخاذلًا؛ لأنه لا يبكي إلا لأن ذلك لا يجمل به وهو يبكي مشاركة للباكين لا لباعث خاص سواء بكى الناس أم لم يبكوا، شأن المحزون الصادق الحزن:
وقد بينا لك فيما سبق موقفه من رثاء مصطفى كامل، وكيف بكى فيه الصديق، ولم يبك فيه الزعيم الوطني، وأن رثاءه هين فاترن ومعظم معانيه في الرثاء مأخوذة من مراثي السابقين؛ لا سيما شعر الفحول أمثال أبي تمام وابن الرومي، فمن ذلك هذه الأبيات المشهورة التي يرثى بها "عمر" ولد الشيخ علي يوسف صاحب المؤيد.
يا مالئ العين نورًا والفؤاد هوى ... والبيت أنسًا، تمهل أيها القمر

نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 2  صفحه : 390
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست