responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 2  صفحه : 389
ويقول أحمد محرم: "إنه يريد أن يرى الله، ولكن لغير ما يريدون هم: المتوصفة، فهم يطلبون المشاهدة لذاتها وأما شاعرنا فيريدها ليشهد نوعًا خاصًّا من الجمال، وحالة بعينها من العظمة والجلال، وهو يريد أن يرى الغضب قائمًا في اللطف والرحمة مائلة في الجبروت. والعقل والعلم الإلهي على اتفاق في هذا الوجود بنوعيه من كثيف أو لطيف لا يقوى أن يحجب الله جل شأنه بل هو كما قال العارفون مرآة قدرته، ومظهر صفاته"[1].
وأخيرًا ختم صبري هذه القطعة بقوله:
أخلق برحمتك التي تسع الورى ... ألا تضيق بأعظم الأوزار
وهذا رجوع إلى الثقة بالله بعدما فرط منه. وهو شبيه بقول أبي نواس:
يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة ... فلقد علمت بأن عفوك أعظم
فهو يشك في رحمة الله طورًا:
خشيتك. حتى قيل إني لم أثق ... بأنك تعفو عن كثير وترحم
وطورًا يأمل في تلك الرحمة:
عظمت آمالي وصغرت الورى ... من دالها إن لم تك المأمولا؟
وهو لا يدل بطاعته على الله:
حاشا لمثلي أن يدل بطاعته ... فيها مسجلة على الغفار
أو أن يعد وثيقة ينجو بها ... يوم القيامة من يد القهار
لأنه يعتقد أن وجود الله أعظم من طاعته وما قدمت يداه:
ما جئت أطلب أجر ما قدمته ... حاشا لجودك أن يكون قليلا
ومن الأغراض التي احتلت صفحات عديدة في الديوان "الرثاء"، وقد رثى صبري بعض أصدقائه وأبناءهم، ورثى بعض أعضاء الأسرة الحاكمة، ورثاء صبري غاص بالحكم والواعظ من مثل قوله:

[1] مجلة أبوللو أكتوبر 1934 ص199.
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 2  صفحه : 389
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست