responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 2  صفحه : 102
"ياور" إنجليزي في سنة 1905 هو وطسن باشا[1] ولكن كرومر لم يثق بعباس مطلقًا فلما رحل عن مصر وعين "الدون جورست" بدلًا منه، ظهر عباس بخضوعه التام للإنجليز، واستسلامه لهم، وأخذ ينفي عن نفسه تهمة العمل ضد الاحتلال، ويذكر اللورد كرومر بالخير، ويصرح بأن المعتمد البريطاني لا يستطيع أن يحكم مصر وحده، وأنه مستعد للتعاون معه، وأنه لا فائدة للمصريين من استبدال احتلال باحتلال، وأن الاحتلال البريطاني أفضل من سواه[2].
كان شوقي حبيسًا في قفص من ذهب، صنعه له القصر، وكان بهذا وبحكم نشأته البعيدة عن الشعب وآماله وآلامه، وبحكم صلته بالقصر، وما تفرصه عليه هذه الصلة من أتباع سياسة الأمير، وأن يفكر ويتدبر، ويقدر قبل أن ينطق، ويقيس صلته بالناس، وعداوته، وقربه، وبعده نرضى الأمير وسخطه، كان بحكم كل هذه المور بعيدًا عن طبقات الشعب، لا يعرف من السياسة القومية الصحيحة إلا بمقدار ما يشعر به عباس، وتارة يسمح له بالقول، وتارة يأبى عليه أن يجهر برأيه، وإن كان شوقي -والحق يقال يحب مصر من أعماق قلبه، وقد عبر عن هذا الحب بشتى السبل ولكن الذي لِيمَ عليه أنه لم يكن يجاري التيار الوطني المتدفق أيام أن كان مع عباس.
لما رحل كرومر عن مصر، وعلاقته بعباس ما عرفت، وأساء في خطبة وداعه لإسماعيل كل الإساءة على الرغم من حضور الأمير حسين كامل قال قصيدته المشهورة[3].
أيامكم أم عهد إسماعيلا ... أم أنت فرعون يسوى النيلا
أم حاكم في أرض مصر بأمره ... لا سائلًا أبدًا ولا مسئولا
يا مالكًا رق الرقاب ببأسه ... هلا اتخذت إلى القلوب سبيلا
لما رحلت عن البلاد تشهدت ... فكأنك الداء العياء وبيلا

[1] مصطفى كامل ص185.
[2] من حديث للخديو عباس مع مراسل الديلي تلغراف في مايو سنة 1907 راجع اللواء 26 من مايو سنة 1907.
[3] ديوان شوقي الجزء الأول ص178.
نام کتاب : في الأدب الحديث نویسنده : الدسوقي، عمر    جلد : 2  صفحه : 102
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست