نام کتاب : فن المقال الصحفي في أدب طه حسين نویسنده : عبد العزيز شرف جلد : 1 صفحه : 47
بقوله[1]: إن الوطنية الصحيحة لا تتكلَّم كثيرًا, ولا تعلِنُ عن نفسها, ثم قوله: نطمع في أن نرى بين أبناء وطننا طائفة تطلب العلم حبًّا للحقيقة وشوقًا إلى اكتشاف المجهول، فئة يكون مبدؤها التعلُّم للتعلُّمِ، نود أن نرى من أبناء مصر، كما نرى في البلاد الأخرى، عالمًا يحيط بكل العلم الإنساني، واختصاصيًّا أتقن فرعًا مخصوصًا من العلم ووقف نفسه على الإلمام بجميع ما يتعلق به، وفيلسوفًا اكتسب شهرة عامة، وكاتبًا ذاع صيته في العالم، وعالمًا يُرْجَعُ إليه في حلِّ المشكلات ويُحْتَجُّ برأيه. أمثال هؤلاء هم قادة الرأي العام عند الأمم الأخرى، والمرشدون إلى طريق نجاحها، والمدبرون لحركة تَقَدُّمِهَا، فإذا قَدَّمَتْهُم أمة حلَّ محلَّهم الناصحون الجاهلون والمرشدون الدجالون".
ولقد صدقت نبوءة قاسم أمين للجامعة المصرية، فكان أوّل خريجيها هو الدكتور "طه حسين" الذي أصبح فيما بعد "كاتبًا ذاع صيته في العالم" كما نعلم، الأمر الذي يجعلنا نذهب إلى أن تصور تلاميذ الإمام للجامعة المصرية، قد أكَّدَ ثمار إيثاره خُطَّة التعليم في خدمة قومه على خطط خصومه المشغولين بسياسة الصحف والأحزاب[2]، ذلك أن الجامعة بيئة للثقافة بأوسع معانيها, وللحضارة بأوسع معانيها أيضًا، كما يذهب إلى ذلك طه حسين في "مستقبل الثقافة في مصر"3, وهي البيئة التي تمثلها في تكوينه، فلم يكتف بأن يكون "مثقفًا, بل كان يعنيه أن يكون مصدرًا للثقافة"4, ولم يكتف بأن يكون "متحضرًا بل أن يكون منمِّيًا للحضارة"5 وفي ذلك ما يشير إلى تفاعل الفرد مع البيئة، والاتجاه بالمقال الصحفي القائم على التعقيل إلى أن يغدو مصدرًا للثقافة ومنمِّيًا للحضارة. [1] ألقى قاسم أمين هذه الكلمة في الحفل الذي أقامه حسن زايد بك "باشا" من أعيان المنوفية بمناسبة وقفه خمسين فدانًا من أجود أطيانه للجامعة في 15 أبريل سنة 1908, دعا إليه أعضاء مجلس إدارة الجامعة وعددًا عظيمًا من الأعيان والسراة. [2] عباس محمود العقاد: محمد عبده ص264، 299.
3، 4، 5 الدكتور طه حسين: مستقبل الثقافة جـ2 ص441، 442، 443.
نام کتاب : فن المقال الصحفي في أدب طه حسين نویسنده : عبد العزيز شرف جلد : 1 صفحه : 47