نام کتاب : فن السيرة نویسنده : إحسان عباس جلد : 1 صفحه : 78
كانت تعتمد اللجوء للقضاء من أجل هذه الجرأة التي تطاول بها الرافعي؟ وبينا هو يبني في ذهنه فصلا من حياة الرافعي وعلاقته بمي تجد هذا الفصل أنهار من أساسه، أنه لم يستطع أن يصل فيه إلى الحقيقة الكامنة وراء هذه الظاهرة. ويضرب صفحا عن كتابة سيرة الرافعي لما واجهه من عقبات، ويرمي ببصره إلى المتنبي، الرجل الذي ملأ الدنيا وشغل الناس، وفي نيته وهو يرسم صورته أن يسخر من العظمة والدعوى، وأن يضرب الغرور الإنساني في الصميم، فيجد أن المتنبي في أشد أوقات الصيف حرارة بالعراق كان يلبس قباء من سبع طاقات، وأنه إن دخل عليه ضيف لم يقم له؛ وتسعفه السخرية ليقول: " ولا أدري أهو الكبر الذي منعه من القيام أم ثقل الملابس التي كان قد تدثر بها "، وإلى هذا الحد تراه قد نجا بطريقة لبقة مقبولة من أن يقال له: قد زورت في سيرة أحمد بن الحسين. وبينا هو يجري بالسيرة إلى غاية، تجده بلغ ثنية لا جواز عندها. فكل الظنون تجمعت من هنا وهناك، لتقول له أنه أحمد بن الحسين لم يكن يحب سيف الدولة من أجل الكمال الذي وجده مجسداً على الأرض في شخصه، وإنما كانت دوافع هذا الحب مستمدة من حب آخر، هو هيامه بخولة أخت سيف الدولة. وتلح هذه المسألة على دماغه، ويثور لها خياله، ويقلب المصادر وينقب في الروايات، ويعود وقد امتلأ أسفاً. ولو كان روائياً لم يكتف بهذا الخبر، بل لاخترع منظراً من اللقاء بين المتنبي وخولة
نام کتاب : فن السيرة نویسنده : إحسان عباس جلد : 1 صفحه : 78