نام کتاب : فن السيرة نویسنده : إحسان عباس جلد : 1 صفحه : 68
دجلاً يزور به التاريخ، وتنحدر معه مكانة الحقيقة الموضوعية. وكتاب العقاد عن سعد زغلول أقرب كتبه إلى السيرة الصحيحة، فهنالك كان يملك من المقومات ما يفتقده في دراسة شخصيات الأقدمين، من مصاحبة لسعد، وفهم لطبيعة العصر وشخصية الأمة، ومسايرة الأحداث، واطلاع على الوثائق الضرورية. ولكنه أيضاً في هذا الكتاب نفسه، رسم تاريخ فترة من حياة مصر، ولذل افتقد كتابه الروح الفنية وسيطرت عليه الجهامة والجفاف، وأصبح مضطرباً للأحداث المتعاقبة، مع افتقار إلى الفهم الدقيق للشخصية المصرية والعوامل المكونة لنفسية سعد وشخصيته [1] .
وحيث أخفق العقاد نجح ميخائيل نعيمة في سيرة جبران، لأنه استوفى فيه عناصر السيرة الفنية ببراعة تتضاءل عندها اللمحات الذهنية التي يمضغها العقاد في كتبه مضغاً. وفيه اكتمل للسيرة وجودها في الأدب العربي الحديث، من حيث الغاية والتطبيق. فقد كتبه كاتبه حين رأى أن جبران كاد يكون، بعد وفاته بعام، أسطورة من الأساطير، قال: " فهو ليس جبران الذي رافقته خمس عشرة سنة وخبرت أحلامه وآلامه، وقاسمني أشواقه وأفكاره، وشاركته في أفكاري وأشواقي " [2] واعتمد الصراحة [1] انظر مقالة لإسماعيل أدهم في نقد هذا الكتاب (مجلة الإمام عدد 8 ص 581 أغسطس 1936) . [2] جبران: 6.
نام کتاب : فن السيرة نویسنده : إحسان عباس جلد : 1 صفحه : 68