نام کتاب : فن السيرة نویسنده : إحسان عباس جلد : 1 صفحه : 65
والحساب، لا للبناء الإيجابي، ويستطيع القارئ العادي أن يحس بوجود " محمد الصديق "؟ مثلاً؟ من الحكايات البسيطة الواردة عن مواقفه مع أصحابه، أكثر مما يحس به في فصل يكتبه العقاد عن هذه الناحية. ومن هنا يتبين لنا خطأ سيد قطب حين يقول: " فتتعرف على الفور من هو هذا الإنسان الذي يحدثك عنه، وتتبين سماته وملامحه من بين الملايين أو من بين الألوف التي ينتمي إليهم ويندمج فيهم، كما تستطيع أن تجزم بصحة الأخبار والحوادث والأعمال التي تنسب إليه وعدم صحتها، ولو لم ترد في دراسة العقاد له، لأنك أصبحت تعرفه وتدرك خصائصه وتلحظ مزاجه " [1] . وهذا كلام مدخول من ناحيتين: الأولى أن العقاد لا يكتب سيرة على الوجه الكامل حتى يقدم لك صورة إنسان، والثانية أن من المستحيل أن تجزم بصحة الأخبار والحوادث التي تنسب لبطل السيرة لأنك لا تعرفه إلا من خلال نظرات العقاد وترجيحاته، وهي ترجيحات تتسق مع مقدمات وضعها بنفسه، واختار من الشواهد ما يناسبها. وهذه ناحية تتضح حين تنتفي صفة القداسة عن الشخصية المترجمة، ويقف العقاد منها حراً في حبه وبغضه، ففي هذا الكتاب أبرز مثل على اختيار العقاد للرواية التي تناسب فكرته وتصوره، دون تمحيص، وعلى نفي كل ما لا يلائم السياق العام في [1] المصدر السابق: 315.
نام کتاب : فن السيرة نویسنده : إحسان عباس جلد : 1 صفحه : 65