نام کتاب : فن السيرة نویسنده : إحسان عباس جلد : 1 صفحه : 64
وليست ترجمة على طريقة التراجم في اللغات الأوروبية، إنما هي صورة تتألف من بضعة خطوط سريعة حاسمة يبرز من خلالها إنسان " [1] ؟ أصاب في بعض هذا القول حين ذكر أن عبقريات العقاد ليست سيراً، وأخطأ في قوله إنه أراد أن يبرز من خلالها إنساناً، فالصورة الإنسانية لا تبرز بمثل هذه التقريرات الحاسمة التي يرسلها العقاد، ولا تبرز بتلك المقدمات التي يدبجها في أول كل فصل، ولا تظهر بوضوح من وراء تعالي العقاد نفسه في عرض شخصياته؟ ذلك التعالي الذي يجعله أسير الفذلكة الذهنية، والتمحل الشديد؛ فعمر رجل عظيم والنبي إنسان عظيم، ومعاوية رجل قدير لا عظيم، - كل هذا تمحل فارغ يدل على نشاط ذهني ولكنه نشاط مضيع، فإن الرجل العظيم لا يكون عظيماً إلا بعنصر الإنسانية فيه، والقدرة صورة من صور العظمة، ومن كان كمعاوية، في نظر معاصريه، أسود [2] من عمر نفسه لا تثبت له القدرة لتنفى عنه العظمة، ولكن تمحل العقاد يجيء في بعض الأحيان ممجوجاً. هذا وإن محمداً عليه السلام حاضر في أنفسنا بسيرته من حيث هو صديق وأب وزوج ورئيس، على وضع طبيعي بسيط حي صادق قريب، فلا يكون موقف العقاد في عرضه لهذه الخصائص من شخصية الرسول إلا موقف النائي الذي يقرر وينشئ أحكاماً وقواعد ملزمة، ويبعد عن الحادثة التصويرية، ويستل قلمه للمناقشة [1] كتب وشخصيات: 315. [2] أي واضح في خصائص السيادة.
نام کتاب : فن السيرة نویسنده : إحسان عباس جلد : 1 صفحه : 64