responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فن السيرة نویسنده : إحسان عباس    جلد : 1  صفحه : 133
لكل شيء مدة؛ حتى قال فيه أحد المؤرخين يصفه: " كان جباناً مغمد السيف، قلقاً لا يثبت على الظهر، عزهاة لا أرب له في النساء، هيابة مفرط الجزع، يخلد إلى الراحات ويستوزر الأغمار " [1] ومن أجل التاريخ الذي لا يرحم، أراد الأمير عبد الله أن يستثير الرحمة والأنصاف لنفسه بكتابة سيرته.
ولم تكن الأحداث التي عاش ابن خلدون في غمارها أقل تشابكاً واضطراباً، فكتب سيرتهن وضمنها ذكر شيوخه، والكتب التي درسها، والرسائل التي كنبها، والأشعار التي نظمها في المناسبات. ولكن وراء كل ذلك غاية من التبرير والتفسير؛ فقد اتهم ابن خلدون بأنه شارك في بعض الانقلابات، ولما كان في الأندلس، أخذ يتنكر له الناس حتى صديقه لسان الدين ابن الخطيب، ولما كان في مصر ولي القضاء وعزل عنه عدة مرات حتى ليظن الناظر إلى هذا التقلب في حياته، أن العيب في شخصه لا فيمن حوله؛ فكتب سيرته منتصفاً لنفسه، وأبان عن وجه الحقيقة كما كان يراه، ولم تخل سيرته من غرض آخر، هو تصوير تلك الشهرة العريضة، والمنزلة الرفيعة التي نالها في الحياة السياسية والاجتماعية، حتى كان من قفته بنفسه أن سعى لمقابلة تيمورلنك (السلطان تمر؟ كما يسميه -) ، بل إن هذا السلطان نفسه سأل عنه ورغب في لقائه، قال: وأخبرني القاضي برهان الدين أنه سأله عني، وهل سافرت مع عساكر مصر، أو أقمت بالمدينة

[1] المصدر السابق: الملحق الثاني: 208.
نام کتاب : فن السيرة نویسنده : إحسان عباس    جلد : 1  صفحه : 133
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست