responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فن السيرة نویسنده : إحسان عباس    جلد : 1  صفحه : 132
وهكذا يظل الأمير عبد الله يشرح موقفه موضحاً، حتى لا تتعلق به تهمة؛ ولكن الوشاة أفسدوا الجو عليه، وعلق في مخالب رجل قوي. فهو في جانب من سيرته يصور ما حل به بطريقة تستثير العطف والرثاء؛ وخاصة حين استقصيت أمواله عن آخرها، وأصبح لا يملك من الدنيا شيئاً، وهدد بأنه مطالب هو وأمه، باستخراج كل وديعة لهما عند الناس، وإلا فلا عهد له عند المرابطين قال يصف حاله حينئذ: " ورجعت إلى الوالدة أعظها وأقول لها: أسألك بالله إلا ما أشفقت علي فربما قد أخرجتن شيئاً [من المال] لا أعلمه فيظهر بعدي، ويكون فيه هلاكي وهلاكك، والدنيا أقل من هذا كله، والقوم كما ترين متعلقون بشعرة، يطلقون معنا أرق سبب، فإياك أن تشمتي بي، وإذا تبرأنا له، لا يمكن له تضييعنا، وليس يدخر المال إلا الثلاث: سلطان يجور، أو فتنة تدوم، أو عمر يطول، ونحن في نفر يسير. فلما سمعت ذلك، بكت وقال: نخشى أن نبقى فقراء والموت أهون من الفقر؛ فسهلت عليها الأمر وقلت: إن الله لا يضيع من خلق " [1] . وبين دفع الاتهام وإثارة العطف وتحقيق المسؤولية على وجهها الصحيح، مضى الأمير عبد الله يؤرخ الأحداث التي كان هو محورها، والحق أن الظروف كانت أقوى بكثير من أن تدفعها أو تحولها شخصية ذلك الأمير، فإنه كان امرءاً يستسلم للحوادث، ويحب البقاء، معتقداً أن

[1] مذكرات الأمير عبد الله: 158.
نام کتاب : فن السيرة نویسنده : إحسان عباس    جلد : 1  صفحه : 132
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست