responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فن السيرة نویسنده : إحسان عباس    جلد : 1  صفحه : 130
واستبعت غلامين مجهولين، وسلكت في بعض المجاهل من الطرق، أكثري من مرحلة إلى مرحلة حماراً أركبه أو جملاً أو ثوراً على حسب ما يتفق، وأتحمل في خلال ذلك من مشقة المشي وخوض الأودية والوحول، والصبر على مضض البرد والنزول على المواضع القذرة، ما يكون الموت عند دائه شافياً " [1] . وقد ملأ المؤيد سيرته بالرسائل التي كتبها أو تلقاها، ولكنه؟ على أي حال؟ أراد أن لا يدع التاريخ يغفل فيه دوره، وهو هام في رأيه، وأن يطلع الناس على حقائق، لولاه لظلت مستورة إلى الأبد. وأسلوبه في سيرته غير سهل ولا سائغ، وهو يعتمد السجع الذي أنكره على أبي العلاء، في بعض رسائله.
وأما عبد الله أمير غرناطة فقد كان أحد أمراء الطوائف، وكانت أزمة الأندلس بين أطماع الإسبانيين بقيادة الفونش السادس من جهة، والمرابطين من جهة أخرى، تجعل موقفه حرجاً، فكل عمل يقوم به يساء تفسيره: إذا حصن بلده قيل إنما يقاوم تقدم المرابطين، وإذا زوج أختيه من بعض أقاربه أتهم بأنه إنما يفعل ذلك لئلا يتزوج من إحداهما أمير المرابطين، وإذا هاجم الفونش مدن الأندلس، ولم يهاجم غرناطة ذهب المرجفون يقولون إن ذلك حدث بمؤامرة الأمير عبد الله نفسه؛ كل هذا والأمير يجد نفسه في مأزق ضيق، والثورات في الداخل تتولى عليه، والكارهون يسيئون إلى سمعته عند المرابطين

[1] المصدر السابق: 69.
نام کتاب : فن السيرة نویسنده : إحسان عباس    جلد : 1  صفحه : 130
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست