responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فن السيرة نویسنده : إحسان عباس    جلد : 1  صفحه : 128
فيها مجال للأخذ والرد والقيل والقال، فكتبوا سيرهم لينصفوا أنفسهم أمام التاريخ، وليبرروا ما جرى لهم من زاوية ذاتية.
أما لمؤيد فكان داعي دعاة الدولة الفاطمية وأحد أقطاب المذهب الإسماعيلي، وهو معروف بالمراسلات التي دارت بينه وبين أبي العلاء المعري، حول تحريم اللحوم والاكتفاء بالنباتات. وللمؤيد هذا شخصية لا تعرف للطموح حداً، فقد عاش في شيراز، في خضم مائج من العواصف السنية المعادية، واستطاع أن يستميل الملك البويهي، أبا كاليجار، إلى مذهبه الإسماعيلي. ثم يغادر فارس إلى مصر، مؤملاً أن يجد فيها الحظوة التي ترفعه إلى أعلى الدرجات. غير أن مصر الفاطمية الغارقة حينئذ في الانحلال، لم تعترف له بعبقريته، فجاهد غير يائس في سبيل الدولة الفاطمية، وتآمر على الدولة العباسية مع البساسيري، واستطاع أن يدعو للخليفة الفاطمي على منابر بغداد، مدة من الزمن. فهذا الدور الذي لعبه المؤيد لم يجد القلم الذي يوضحه، ولا المؤرخ المنصف الذي يجلوه، ولذلك أقبل هو نفسه على كتابة سيرته، لينتصف من خصومه، وليؤكد ما يراه حقاً وصواباً. وقد كانت حياته سلسلة من المغامرة والمصابرة، ويبدو أنه لم يكن لبقاً في أصول الخطاب، أو كان قليل المجاملة في طريقة التعبير، وكان هذا نفسه مزلة في عصره، يتعقبه فيها أعداءه ويكيدون له بها؛ خاطب مرة أبا كاليجار فقال له " ما ينجيني منك سخط ولا رضى، فلقد كنت علي إلباً، قبل المعرفة

نام کتاب : فن السيرة نویسنده : إحسان عباس    جلد : 1  صفحه : 128
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست