responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : فن السيرة نویسنده : إحسان عباس    جلد : 1  صفحه : 114
على تلك الصراحة. ثم إن الذاكرة لا تنسى فحسب بل هي تفلسف الأشياء الماضية، وتنظر إليها من زوايا جديدة، وتهدم وتبني حسبما يلائم تجدد الظروف وتغيرها، وتجد التعليل والمعاذير لأشياء سابقة، لأنها في عملية كشف دائم؛ ومعنى ذلك أن الماضي شيء لا يمكن استرجاعه على حاله، ولا مناص من تغييره، بوعي أو بغير وعي، ومن ضروب التغيير الواعي فيما نذكره ونكتمه أننا لا نقول كل ما نعرفه عن الأحياء، لئلا ينالهم الأذى من صراحتنا [1] . فليست هناك سيرة ذاتية تمثل الصدق الخالص، ولذلك كان جوته محقاً؟ كما قال موروا؟ حين سمى سيرته " الشعر والحقيقة " إشارة منه إلى أن حياة كل فرد إنما هي مزيج من الحقيقة والخيال [2] .
وفي السير الذاتية بالغرب معالم كبيرة كان لكل معلمٍ منها أثره في كتابة السيرة الذاتية وطريقتها، وفي طليعة تلك السير " اعترافات القديس اوغسطين " فإنها فتحت أمام الكتاب مجالاً جديداً من الصراحة الأعترافية، وشجعت الميل إلى تعرية النفس، في حالات كثيرة تلتبس بالآثام، أو يثقل فيها عناء الضمير. ثم هنالك " اعترافات روسو " وقد خطت بالصراحة المكشوفة

[1] انظر Aspects of Biography: 149 - 165 وقد نقل الدكتور بدوي هذا الجزء عن موروا، فيما يظهر، انظر صفحة 44 - 47 من كتاب " الموت والعبقرية ".
[2] Aspects of Biog. P. 179.
نام کتاب : فن السيرة نویسنده : إحسان عباس    جلد : 1  صفحه : 114
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست