نام کتاب : فن السيرة نویسنده : إحسان عباس جلد : 1 صفحه : 109
سلامه موسى حين بل الستين؛ وأحمد أمين حين تجاوز هذه السن أيضاً؛ ولكن لا ريب في أن الإسراع إلى كتابة الترجمة الذاتية، في سن مبكرة، يفوت على كاتبها أموراً كثيرة، فقد يكتبها قبل أن تتضح له نتائج تطور خطير في حياته، وقد يكتبها قبل أن تقف مبادئه في الحياة واضحة جلية لينيه. وهناك خطر آخر: وهو أنه يحشد في سيرته تجارب كان من الممكن أن يفيد منها في بناء عدة قصص. وفي خلق عدة شخصيات، وفي نظم عدد من القصائد أو استغلالها في أي فن أدبي آخر [1] ؛ وهذا ما وقع فيه الدكتور طه حسين في " الأيام "، فإنه قد " جمد " تجاربه دفعة واحدة، حتى كان هذا الكتاب؟ على أنه من أوائل ما كتب؟ أغنى كتبه وأحفلها وأكثرها إمتاعاً، وأقربها إلى العمل الفني، لا لأن الدكتور طه حسين يحسن هذا النوع وحد من الفن الأدبي، بل لأنه تحول بقلمه إلى نقل واقعه كله، أو أكثره، على هذه الصورة، فهو يتجنب؟ قدر استطاعته؟ أن يعيد هذا الواقع وتلك التجارب إذا كتب قصة أو مقالة من بعد.
من كل ما تقدم يتبين لنا إلى أي حد تعتمد السيرة التي يكتبها الشخص لنفسه على العنصر الذاتي، بينما السيرة العامة، قائمة في المقام الأول، على الاتجاه الموضوعي. فلابد أن يكون [1] Prose Lit. Since 1939: p. 22.
نام کتاب : فن السيرة نویسنده : إحسان عباس جلد : 1 صفحه : 109