عذوبة النغم
إلقاء الشعر يتطلب الإحساس بما في الشعر من موسيقى تنبع من الوزن، فللوزن قيمة كبرى في الشعر حتى عد أهم فارق بينه وبين النثر، والشعر يحلو بالموسيقى الجيدة، ويضعف شأنه إذا كانت موسيقاه غير جيدة؛ فلابد من الإحساس بنوع الموسيقى الشعرية وتنوعها ووجه ارتباطها بالمعنى حين تلقى قصيدة ما.
وجه الشبه بين الشعر والموسيقى يتجلى في: أن كلا من الموسيقى والأوزان الشعرية تتنوع أنواعًا أربعة: فالصوت يختلف عن الصوت بالطول والقصر، وأنه غليظ أو رقيق، وأنه مرتفع أو منخفض، وأنه يختلف باختلاف مصدر الصوت كعود أو قانون أو كمان، وكأوتار العود المختلفة وهذه الاختلافات الأربعة يمكن أن نراعيها في الشعر فمن النوع الأول اختلاف التفاعيل والبحور طولا وقصرًا، والحركات السكنات في متفاعلن أطول منها في مستفعلن؛ فالطويل أطول في التفاعيل من الهزج مثلا، وهذا الاختلاف له تأثير في الأذن الموسيقية والرقة ممكن أن تقابلهما بما في الشعر من حروف ضخمة، وتراكيب قوية أو حروف لينة رخوة وتراكيب ناعمة، ونرى الشعر من جهة ثالثة منه ما يتناسب مع الهدوء والسكينة، ويناسبه إنشاده في هدوء ورقة، كشعر الغزل ونحوه، ومنه ما يناسبه الشدة والبطش كشعر الحماسة، ومن ناحية رابعة نلاحظ في الموسيقى أن النغمة الواحدة إذا وقعت على الكمان ثم وقعت بنفسها على البيان كانت النغمتان مختلفتين أو على الأقل لكل