منها طعم غير طعم الأخرى، وهذا يقابله في الشعر القافية، فالقصيدتان قد تكونان في موضوع واحد ومن بحر واحد، ولكنهما تختلفان في القافية، فتختلفان في درلجة التأثير، وكذلك أنواع المحسنات البديعية، فنوع من البديع يكون ذا أثر أكثر من نوع آخر وهكذا [1].
ومما يزيد في حسن الشعر ويمكِّن له حلاوة في الصدر حلاوة النغمة[2]، بل إنها مما يضفي على إلقاء الشعر أناقة وبراعة وطرافة، فعذوبة النغم لابد من مراعاتها ليزداد بها الشعر حسنًا في حال إنشاده كما أنها تضفي على الإنشاد نفسه أناقة وبراعة وطرافة، فتتلقاه النفوس، وتنشرح له الصدور والعواطف والوجدان وتحس له بشاشة وحلاوة، بفضل ما فيه من نغم حلو.
وللشعر نواحٍ عدة للجمال أسرعها إلى نفوسنا ما فيه من جرس الألفاظ وانسجام في توالي المقاطع وتردد بعضها بعد قدر معين منها، وكل هذا هو ما نسميه بموسيقى الشعر[3]، ومن المعروف أن لجرس الألفاظ ضوابط ينبغي أن يحافظ عليها من يلقي قصيدة من الشعر حتى تطرب الأسماع وتوافق المقاطع في نسجه وفي معناه.
وإذا سيطر النغم الشعري على السامع وجدنا إحساسًا مماثلا عنه وانفعالا في صورة البهجة أو الحزن أو الحماس وقد يصحب ذلك هزات جسمانية لإنشاد الشعر وسماعه، وقد تكون هزات جسمانية معبرة ومنتظمة. [1] النقد الأدبي: أحمد أمين، ص: 87- 89. [2] نقد النثر: ابن قدامة، ص: 90. [3] موسيقى الشعر: دكتور إبراهيم أنيس، ص: 6، 7.