العلماء، وتوالت الأبحاث النظرية والمعملية في معرفة طبيعة نطق الحرف، والمقطع والجملة، وأصبحت دراسة علم الأصوات من الدراسات التي أصبحت تخضع للتجريب والبحث عن مخارج الحروف، وتصحيح الأخطاء أمام معامل الأصوات التي أعطت تصورًا دقيقا لكل مخرج.
كما ساعد علم التشريح بنصيب وافر في معرفة أجهزة النطق معرفة علمية، وأصبحت المنطقة التي خفيت عن القدماء وهي الحنجرة واضحة أمام الدراسات الحديثة وتبين دورها في تجويد الجهر والهمس، ودور الحنجرة في إصدار بعض الأصوات دون بعض مما أضفى على هذا العلم الموضوعية، وأضحت دراسته من الدراسات التي تخضع للتجريب.
اتساع مجال فن الإلقاء
كما دخل فن الإلقاء مجالات جديدة لم تكن معروفة من قبل.
فلقد كانت الكلمة المنطوقة محدودة الطاقة، ولا تتجاوز في انتقالها حدود انتشارالصوت البشري، وما يمكن أن يصل إلى الأسماع أو ينتقل عن طريق الرواية وقد أصابها ما أصابها من تبديل أو تغيير.
وبعد أن اكتُشف مكبر الصوت ساعد إيصال الكلمة المنطوقة إلى أكبر عدد من المستمعين، وأعطى مجالا جديدا لفن الإلقاء.
وحين ظهرت الإذاعة اللاسلكية تمكن العلماء من نشر الكلمة المنطوقة من غير واسطة مادية أو محسوسة، مما أعطى لفن الإلقاء أبعادًا متعددة وعلاقات مترامية متميزة، وأصبح فن الإلقاء أداة اتصال بين الأفراد والجماعات والأمم مهما تباعدت، فلقد دعى فن الإلقاء ليقوم بدور عالمي في التفاهم بين الشعوب، واحتاج الإلقاء فيها إلى الاتصال غير المباشر حيث لا يرى الإنسان من يلقي إليه كما احتاج إلى