وقال بعضهم: الهدّية إذا كانت من الصغير إلى الكبير، فكلّما لطفت ودقّت كان أبهى لها، وإذا كانت من الكبير إلى الصغير، فكلّما عظمت وجلّت كان أوقع لها وأنجع.
وكتب أبو السّمط «1» : [من الوافر]
بدولة جعفر حسن الزمان ... لنا بك كلّ يوم مهرجان
ليوم المهرجان بك اختيال ... وإشراق ونور يستبان
جعلت هديّتي لك فيه وشيا ... وخير الوشي ما نسج اللسان «2»
أهدى حسام بن مصكّ إلى قتادة نعلا رقيقة، فجعل قتادة يزنها بيده، وقال: إنك تعرف سخف عقل الرجل في سخف هديّته.
وقال الشاعر: [من الوافر]
سقى حجّاجنا نوء الثريّا ... على ما كان من بخل ومطل «3»
هم جمعوا النعال وأحرزوها ... وسدّوا دونها بابفا بقفل
فإن أهديت فاكهة وجديا ... وعشر دجائج بعثوا بنعل
ومسواكين طولهما ذراع ... وعشر من ردىء المقل حسل «4»
فإن أهديت ذاك ليحملوني ... على نعل فدقّ الله رجلي
أناس تائهون لهم رواء ... تغيم سماؤهم من غير وبل «5»
إذا انتسبوا ففرع من قريش ... ولكنّ الفعال فعال عكل «6»