وحدّثني محمد بن سلّام الجمحيّ «1» قال حدّثني خلّاد بن يزيد الباهليّ قال: أهديت ليزيد بن عمر بن هبيرة في يوم المهرجان هدايا وهو أمير العراق فصفّت بين يديه؛ فقال خلف بن خليفة وكان حاضرا: [من المتقارب]
كأنّ شماميس في بيعة ... تسبّح في بعض عيداتها «2»
وقد حضرت رسل المهرجا ... ن وصفّوا كريم هديّاتها
علوت برأسي فوق الرءوس ... ، فأشخصته فوق هاماتها «3»
لأكسب صاحبتي صحفة ... تغيظ بها بعض جاراتها
فأمر له بجام «4» من ذهب، ثم أقبل يفرّق بين جلسائه تلك الهدايا وينشد: [من البسيط]
لا تبخلنّ بدنيا وهي مقبلة ... فليس ينقصها التبذير والسّرف «5»
فإن تولّت فأحرى أن تجود بها ... فالحمد منها إذا ما أدبرت خلف
كتب رجل من أصحاب السلطان إلى بعض العلماء يستهديه مهارة «6» من ناحية عمله. فكتب إليه العامل: أمّا المهارة فإن أهل عملنا يصونونها صيانة الأعراض، ويسترونها ستر الحرم، ويسومون «7» بها مهور العقائل «8» ؛ وأنا مستخلص لك منها ما يكون زين المربط وحملان «9» الصديق، إن شاء الله.