وتظلم عند طاعتك الموالي ... وليس الظلم من فعل الصديق
تجود بفضل عدلك للأقاصي ... وتمنعه من الخلّ الشفيق
أما والراقصات بذات عرق ... وربّ البيت والرّكن الوثيق «1»
لقد أطلقت لي تهما أراها ... ستحملني على مضض العقوق «2»
وقال آخر: [من مجزوء الكامل المرفّل]
فدع العتاب فربّ شرّ هاج أوّله العتاب
وقال الجعديّ «3» : [من المتقارب]
وكان الخليل إذا رابني ... فعاتبته ثم لم يعتب «4»
هواي له وهوى قلبه ... سواي وما ذاك بالأصوب
فإنّي جرىء على صرمه ... إذا ما القرينة لم تصحب «5»
قال رجل لصديق له يعاتبه: ما أشكوك إلّا إليك، ولا استبطئك إلّا لك، ولا أستزيدك إلّا بك، فأنا منتظر واحدة من اثنتين: عتبى تكون منك، أو عقبى الغنى عنك.
وقال آخر: قد حميت جانب الأمل فيك وقطعت الرجاء لك، وقد أسلمني اليأس منك إلى العزاء عنك، فإن نزعت من الآن فصفح لا تثريب فيه «6» ، وإن تماديت فهجر لا وصل بعده.