أبى لك كسب الحمد رأيّ مقصّر ... ونفس أضاق الله بالخير باعها «1»
إذا هي حثّته على الخير مرّة ... عصاها وإن همّت بشرّ أطاعها
وقال ابن عائشة: قال رجل يوما لابن عيينة: ما شيء تحدثونه يا أبا محمد؟ قال: ما هو؟ قال: يقولون إن الله تعالى يقول: أيّما عبد كانت له إليّ حاجة فشغله الثناء عليّ عن سؤال حاجته، أعطيته فوق أمنيّته؛ فقال له: يابن أخي، وما تنكر من هذا! أما سمعت قول أميّة بن أبي الصّلت في عبد الله بن جدعان: [وافر]
إذا أثنى عليه المرء يوما ... كافه من تعرّضه الثناء
فكيف بأكرم الأكرمين!.
وكان يقال: في طلب الرجل الحاجة إلى أخيه فتنة: إن هو أعطاه حمد غير الذي أعطاه، وإن منعه ذمّ غير الذي منعه.
حدّثنا الرّياشيّ قال: أنشدنا كيسان لدكين الراجز «2» : [طويل]
إذا المرء لم يدنس من اللّؤم عرضه ... فكلّ رداء يرتديه جميل «3»
إذا المرء لم يصرع عن اللؤم نفسه ... فليس إلى حسن الثناء سبيل «4»
وكان يقال: أوّل منازل الحمد السلامة من الذمّ.