أنفع في الحاجة من قنطار من لسان سليط ذكيّ، وعليك بالشّهم النّدب «1» الذي إن عجز أيأسك، وإن قدر أطعمك.
قال بعض الشعراء: [كامل]
لا تطلبنّ إلى لئيم حاجة ... واقعد فإنك قائما كالقاعد
يا خادع البخلاء عن أموالهم ... هيهات! تضرب في حديد بارد
وقال آخر: [طويل]
إذا الشافع استقصى لك الجهد كلّه ... وإن لم تنل نجحا فقد وجب الشّكر
وقال آخر «2» : [كامل]
وإذا امرؤ أسدى إليك صنيعة ... من جاهه فكأنّها من ماله «3»
ذكر أعرابيّ رجلا، فقال: كان والله إذا نزلت به الحوائج قام إليها ثم قام بها، ولم تقعد به علّات النفوس «4» .
قال الشاعر: [بسيط]
ما إن مدحتك إلّا قلت تخدعني ... ولا استنتك إلا قلت مشغول
ابن عائشة «5» قال: كان شبيب بن شيبة رجلا شريفا يفزع إليه أهل البصرة في حوائجهم، فكان إذا أراد الركوب تناول من الطعام شيئا ثم ركب؛ فقيل له. إنك تباكر الغداء! فقال: أجل! أطفىء به فورة جوعي، وأقطع به