أنشدنا الرّياشيّ لأبي عون: [وافر]
ولست بسائل الأعراب شيئا ... حمدت الله إذ لم يأكلوني
وقال ميمون بن ميمون: لا تطلبنّ إلى لئيم حاجة، فإن طلبت فأجّله حتى يروض نفسه.
هارون بن معروف عن ضمرة عن عثمان بن عطاء، قال: عطاء الحوائج عند الشباب أسهل منها عند الشيوخ؛ ثم قرأ قول يوسف: لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ
«1» وقول يعقوب: سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ
«2» .
وقال بشار: [متقارب]
إذا أيقظتك حروب العدا ... فنبّه لها عمرا ثم نم
فتى لا يبيت على دمنة ... ولا يشرب الماء إلا بدم «3»
يلذّ العطاء وسفك الدّماء ... فيغدو على نعم أو نقم
وقال أبو عبّاد الكاتب: لا تنزل مهمّ حوائجك بالجيّد اللسان، ولا المتسرّع إلى الضمان، فإنّ العجز مقصور على المتسرّع؛ ومن وعد ما يعجز عنه فقد ظلم نفسه وأساء إلى غيره؛ ومن وثق بجودة لسانه ظنّ أنّ في فصل بيانه ما ينوب عن عذره وأن وعده يقوم مقام إنجازه. وقال أيضا: عليك بذي الحصر البكيّ «4» ، وبذي الخيم «5» الرضيّ، فإنّ مثقالا من شدّة الحياء والعيّ،