قال أبو عليّ الضّرير «1» : [متقارب]
أتيتك جذلان مستبشرا ... لبشراك لما أتاني الخبر
أتاني البشير بأن قد رزقت ... غلاما فأبهجني ما ذكر
وأنّك، والرشد فيما فعل ... ت، أسميته باسم خير البشر
وطهّرته يوم أسبوعه ... ومن قبل في الذّكر ما قد طهر «2»
فعمّرك الله حتى ترا ... هـ قد قارب الخطو منه الكبر
وحتى ترى حوله من بنيه ... وإخوته وبنيهم زمر «3»
وحتى يروم الأمور الجسام ... ويرجى لنفع ويخشى لضرّ
وأوزعك الله شكر العطاء ... فإن المزيد لعبد شكر «4»
وصلّى على السّلف الصالحي ... ن منكم وبارك فيمن غبر «5»
وهذا قد وقع في باب التهانىء أيضا.
قال المأمون: لم أر أحدا أبرّ من الفضل بن يحيى بأبيه، بلغ من برّه به أن يحيى كان لا يتوضّأ إلا بماء مسخّن وهما في السجن، فمنعهما السجّان من إدخال الحطب في ليلة باردة، فقام الفضل حين أخذ يحيى مضجعه إلى قمقم «6» كان يسخّن فيه الماء، فملأه ثم أدناه من منار المصباح، فلم يزل قائما وهو في يده حتى أصبح.