مخافة أن يرين البؤس بعدي ... وأن يشربن رنقا بعد صافي «1»
وأن يعرين إن كسي الجواري ... فتنبو العين عن كرم عجاف «2»
قيل لعليّ بن الحسين: أنت من أبرّ الناس ولا نراك تؤاكل أمّك؛ قال:
أخاف أن تسير يدي إلى ما قد سبقت عينها إليه فأكون قد عققتها.
قيل لعمر بن ذرّ: كيف كان برّ ابنك بك؟ قال: ما مشيت نهارا قط إلا مشى خلفي، ولا ليلا إلا مشى أمامي، ولا رقي سطلحا وأنا تحته.
حدّثني محمد بن عبيد عن معاوية بن عمرو عن زائدة عن عطاء بن السائب عن عثمان بن أبي العاص قال: كنت عند عمر فأتاه رجل فأنشده:
[وافر]
تركت أباك مرعشة يداه ... وأمّك ما تسيغ لها شرابا «3»
إذا غنّت حمامة بطن وجّ ... على بيضاتها ذكرت كلابا «4»
فقال عمر: ممّ ذاك؟ قال: هاجر إلى الشام وترك أبوين له كبيرين، فبكى عمر وكتب إلى يزيد بن أبي سفيان في أن يرحّله، فقدم عليه، فقال: برّ أبويك وكن معهما حتى يموتا. قال أبو اليقظان: مربّعة كلاب بالبصرة إليه تنسب، والعوامّ تقول مربّعة الكلاب.