دواء الكلب، فهو في ولده إلى اليوم. فمن ولده المحلّ، وقد داوى المحلّ عتيبة بن مرداس فأخرج منه مثل جراء الكلاب علقا، قال ابن فسوة «1» حين برأ: [طويل]
ولولا دواء ابن المحلّ وعلمه ... هررت إذا ما الناس هرّ كليبها
وأخرج بعد الله أولاد زارع ... مولّعة أكتافها وجنوبها «2»
الكليب: جمع كلب على غير قياس مثل عبد وعبيد.
وعضّ رجلا من بني العنبر كلب كلب فبال علقا في صور الكلاب، فقالت امرأته: [طويل]
أبالك أدراصا «3» وأولاد زارع ... وتلك لعمري نهية المتعجّب
ويزعمون أنه يطلب الماء أشدّ طلب، فإذا أتوه به صاح عند معاينته: لا أريد لا أريد، أو شيئا في معنى ذلك. قالوا: وتمام حمل الكلبة ستّون يوما، فإن وضعت في أقلّ من ذلك لم تكد أولادها تعيش. وإناث الكلاب تحيض في كل سبعة أيام؛ وعلامة ذلك أن يرم ثفر «4» الكلبة ولا تريد السّفاد في ذلك الوقت. وذكور السّلوقيّة تعيش عشرين سنة، والإناث تعيش اثنتي عشرة سنة.
وليس يلقى الكلب شيئا من أسنانه سوى النابين.
قالوا: وعلامة سرعة الكلب أن يطول ما بين يديه ورجليه ويكون قصير الظهر. ويوصف الكلب بصغر الرأس وطول العنق وغلظها وإفراط الغضف «5»