وقال آخر يذكر الشباب: [بسيط]
لما مضى ظاعنا «1» عنا فودّعنا ... وكان كالميت لم يترك له عقبا
عدنا إلى حالة لا نستطيع لها ... وصل الغوانى وعاب الشيب من لعبا
وقال محمود الورّاق «2» : [مجزوء المتقارب]
بكيت لقرب الأجل ... وبعد فوات الأمل
ووافد شيب طرا «3» ... بعقب شباب رحل
شباب كأن لم يكن ... وشيب كأن لم يزل
طواك بشير البقا «4» ... وجاء بشير الأجل
طوى صاحب صاحبا ... كذاك انتقال الدّول «5»
وقال أبو الأسود «6» يذمّ الشباب: [طويل]
غدا منك أسباب الشباب فأسرعا ... وكان كجار بان يوما فودّعا
فقلت له فاذهب ذميما فليتني ... قتلتك علما قبل أن تتصدّعا
جنيت عليّ الذنب ثم خذلتني ... عليه فبئس الخلّتان هما معا
وكنت سرابا ما ضحا «7» إذ تركتني ... رهينة ما أجني من الشرّ أجمعا
وقال آخر: [كامل]
استنكرت شيبي فقلت لها ... ليس المشيب بناقص عمري