وقال أعرابيّ- ويقال هي لأبي دلف «1» -: [بسيط]
في كل يوم من الأيام نابتة ... كأنما نبتت فيه على بصري
لئن قرضتك بالمقراض عن بصري ... لما قرضتك عن همّي ولا فكري
وقال أعرابيّ: [طويل]
أرى الشّيب مذ جاوزت خمسين دائبا ... يدبّ دبيب الصبح في غسق الظّلم
هو السّمّ إلا أنه غير مؤلم ... ولم أر مثل الشيب سمّا بلا ألم
وقال آخر «2» : [كامل]
قصر الحوادث «3» خطوه فتدانى ... وحنين صدر «4» قناته فتحانى
صحب الزمان على اختلاف فنونه ... فأراه منه شدّة وليانا
ما بال شيخ «5» قد تخدّد لحمه ... أنضى «6» ثلاث عمائم ألوانا
سوداء داجية «7» وسحن مفوّف ... وأجدّ أخرى «8» بعد ذاك هجانا
ثم الممات وراء ذلك كلّه ... وكأنما يعنى بذاك سوانا «9»