نزل النّعمان ومعه عديّ بن زيد في ظلّ شجرة عظيمة ليلهوا؛ فقال له عدي بن زيد: أتدري ما تقول هذه الشجرة؟ قال: لا؛ قال تقول: [رمل]
ربّ شرب «1» قد أناخوا عندنا ... يشربون الخمر بالماء الزلال
ثم أضحوا لعب الدهر بهم ... وكذاك الدهر حالا بعد حال
وقال إبراهيم بن المهدي «2» : [بسيط]
بالله ربّك كم بيت مررت به ... قد كان يعمر باللذّات والطرب
طارت عقاب المنايا في سقائفه ... فصار من بعدها للويل والحرب «3»
أنشدنا أبو عبد الرحمن صاحب الأخفش عن الأخفش للخليل بن أحمد العروضيّ: [كامل]
كن كيف شئت فقصرك الموت ... لا مزحل عنه ولا فوت «4»
بينا غنى بيت وبهجته ... زال الغنى وتقوّض البيت
حدّثني يزداد بن أسد عن الطّنافسيّ قال: حدّثنا أبو محمد قال: كان مالك بن دينار يخرج إلى القبور كلّ خميس على حمار قوطرانيّ ويقول:
[وافر]
ألا حيّ القبور ومن بهنّه ... وجوه في القبور أحبهنّه